١٦

{ فاتّقوا اللّه ما اسْتطعتم } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : يعني جهدكم ، قاله أبو العالية .

الثاني : أن يطاع فلا يعصى ، قاله مجاهد .

الثالث : أنه مستعمل فيما يرجونه به من نافلة أو صدقة ، فإنه لما نزل

قوله تعالى : { اتّقوا اللّه حَقَّ تُقَاتِهِ } اشتد على القوم فقاموا حتى ورمت عراقيبهم وتقرحت جباههم ، فأنزل اللّه تعالى ذلك تخفيفاً { فاتقوا اللّه ما استطعتم } فنسخت الأولى ، قاله ابن جبير .

ويحتمل إن لم يثبت هذا النقل أن المكْرَه على المعصية غير مؤاخذ بها لأنه لا يستطيع اتقاءها .

{ واسْمَعوا } قال مقاتل : كتاب اللّه إذا نزل عليكم .

{ وأطيعوا } الرسول فيما أمركم أو نهاكم ، قال قتادة : عليها بويع النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) على السمع والطاعة . { وأنفِقوا خيْراً لأنفُسِكم } فيه ثلاثة أوجه :

أحدهما : هي نفقة المؤمن لنفسه ، قاله الحسن .

الثاني : في الجهاد ، قاله الضحاك .

الثالث : الصدقة ، قاله ابن عباس .

{ ومَن يُوقَ شُحَّ نفسِهِ فأولئك هم المفلِحونَ } فيه ثلاثة تأويلات :

أحدها : هوى نفسه ، قاله ابن أبي طلحة .

الثاني : الظلم ، قاله ابن عيينة .

الثالث : هو منع الزكاة ، قال ابن عباس : من أعطى زكاة ماله فقد وقاه اللّه شح نفسه .

﴿ ١٦