٢{ فإذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ } يعني قاربْن انقضاء عدتهن . { فأمْسِكُوهُنَّ بمعروفٍ } يعني بالإمساك الرجعة . وفي قوله { بمعروف } وجهان : أحدهما : بطاعة اللّه في الشهادة ، قاله مقاتل . الثاني : أن لا يقصد الإضرار بها في المراجعة تطويلاً لعدتها . { أو فارِقوهنَّ بمعروفٍ } وهذا بأن لا يراجعها في العدة حتى تنقضي في منزلها . { وأشْهِدوا ذَوَيْ عَدْلٍ منكم } يعني على الرجعة في العدة ، فإن راجع من غير شهادة ففي صحة الرجعة قولان للفقهاء . { ومن يتّقِ اللّه يَجْعَل له مَخْرَجاً } فيه سبعة أقاويل : أحدها : أي ينجيه من كل كرب في الدنيا والآخرة ، قاله ابن عباس . الثاني : أن المخرج علمه بأنه من قبل اللّه ، فإن اللّه هو الذي يعطي ويمنع ، قاله مسروق . الثالث : أن المخرج هو أن يقنعه اللّه بما رزقه ، قاله عليّ بن صالح . الرابع : مخرجاً من الباطل إلى الحق ، ومن الضيق إلى السعة ، قاله ابن جريج . الخامس : ومن يتق اللّه بالطلاق يكن له مخرج في الرجعة في العدة ، وأن يكون كأحد الخطاب بعد العدة ، قاله الضحاك . والسادس : ومن يتق اللّه بالصبر عند المصيبة يجعل له مخرجاً من النار إلى الجنة ، قاله الكلبي . السابع : أن عوف بن مالك الأشجعي أُسِر ابنُه عوف ، فأتى رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) فشكا إليه ذلك مع ضر أصابه ، فأمره أن يكثر من قول لا حول ولا قوة إلا باللّه ، فأفلت ابنه من الأسر وركب ناقة للقوم ومر في طريقه بسرح لهم فاستاقه ، ثم قدم عوف فوقف على أبيه يناديه وقد ملأ الأقبال إبلاً ، فلما رآه أتى رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) فأخبره وسأله عن الإبل فقال : اصنع بها ما أحببت وما كنت صانعاً بمالك ، فنزلت هذه الآية { وَمَن يتق اللّه يجعل له مخرجاً } الآية ، فروى الحسن عن عمران بن حصين قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) : { من انقطع إلى اللّه كفاه اللّه كل مؤونة ورزقه اللّه من حيث لا يحتسب ، ومن انقطع إلى الدنيا وكله اللّه إليها } . { إنَّ اللّه بالِغُ أَمْرِهِ } قال مسروق : إن اللّه قاض أمره فيمن توكل عليه وفيمن لم يتوكل عليه ، إلا أنَّ مَنْ توكّل يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجراً . { قد جَعَل اللّه لكل شيء قدْراً } فيه ثلاثة أوجه : أحدهما : - يعني وقتاً وأجلاً ، قاله مسروق . الثاني : منتهى وغاية ، قاله قطرب والأخفش . الثالث : مقداراً واحداً ، فإن كان من أفعال العباد كان مقدراً بأوامر اللّه ، وإن كان من أفعال اللّه ففيه وجهان : أحدهما : بمشيئته . الثاني : أنه مقدر بمصلحة عباده . |
﴿ ٢ ﴾