٤

{ ثم ارْجع البَصَرَ كَرّتَيْنِ } أي انظر إلى السماء مرة بعد أخرى . ويحتمل أمره بالنظر مرتين وجهين :

أحدهما : لأنه في الثانية أقوى نظراً وأحدّ بصراً .

الثاني : لأنه يرى في الثانية من سير كواكبها واختلاف بروجها ما لا يراه من الأولى فيتحقق أنه لا فطور فيها .

وتأول قوم بوجه ثالث : أنه عنى بالمرتين قلباً وبصراً .

{ ينْقَلِبْ إليك البَصَرُ خَاسئاً وهو حَسيرٌ } أي يرجع إليك البصر لأنه لا يرى فطوراً فيرتد .

وفي { خاسئاً } أربعة أوجه :

أحدها : ذليلاً ، قاله ابن عباس .

الثاني : منقطعاً ، قاله السدي .

الثالث : كليلاً ، قاله يحيى بن سلام .

الرابع : مبعداً ، قاله الأخفش مأخوذ من خسأت الكلب إذا أبعدته .

وفي { حسير } ثلاثة أوجه :

أحدها : أنه النادم ، ومنه قول الشاعر :

ما أنا اليوم على شيء خلا

يا ابنة القَيْنِ تَولّى بحَسيرْ .

الثاني : أنه الكليل الذي قد ضعف عن إدراك مرآه ، قاله ابن عباس ومنه قول الشاعر :

مَنْ مدّ طرْفاً إلى ما فوق غايته

ارتدَّ خَسْآنَ مِنه الطّرْفُ قد حَسِرا .

والثالث : أنه المنقطع من الإعياء ، قاله السدي ، ومنه قول الشاعر :

والخيلُ شُعثٌ ما تزال جيادها حَسْرى تغادرُ بالطريق سخالها .

﴿ ٤