٢

{ ولا أُقْسِم بالنّفْسِ اللوّامةِ } فيه وجهان :

أحدهما : أنه تعالى أقسم بالنفس اللوامة كما أقسم بيوم القيامة فيكونان قَسَمَيْن ، قاله قتادة .

الثاني : أنه أقسم بيوم القيامة ولم يقسم بالنفس اللوامة ، قاله الحسن ، ويكون تقدير الكلام : أقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللوامة . وفي وصفها باللوامة قولان :

أحدهما : أنها صفة مدح ، وهو قول من جعلها قسماً :

الثاني : أنها صفة ذم ، وهو قول من نفى أن يكون قسماً .

فمن جعلها صفة مدح فلهم في تأويلها ثلاثة أوجه :

أحدها : أنها التي تلوم على ما فات وتندم ، قاله مجاهد ، فتلوم نفسها على الشر لم فعلته ، وعلى الخير أن لم تستكثر منه .

الثاني : أنها ذات اللوم ، حكاه ابن عيسى .

الثالث : أنها التي تلوم نفسها بما تلوم عليه غيرها .

فعلى هذه الوجوه الثلاثة تكون اللوامة بمعنى اللائمة .

ومن جعلها صفة ذم فلهم في تأويلها ثلاثة أوجه :

أحدها : أنها المذمومة ، قاله ابن عباس .

الثاني : أنها التي تلام على سوء ما فعلت .

الثالث : أنها التي لا صبر لها على محن الدنيا وشدائدها ، فهي كثيرة اللوم فيها ، فعلى هذه الوجوه الثلاثة تكون اللوامة بمعنى الملومة .

﴿ ٢