٨

{ وإذا الموءوجة سُئِلَتْ } والموءودة المقتولة ، كان الرجل في الجاهلية إذا ولدت امرأته بنتاً دفنها حية ، إما خوفاً من السبي والاسترقاق ، وإما خشية الفقر والإملاق ، وكان ذوو الشرف منهم يمتنعون من هذا ويمنعون منه حتى افتخر الفرزدق فقال :

ومِنّا الذي مَنَعَ الوائداتِ

فأحْيا والوئيدَ فلم تُوأَدِ

وسميت موءودة للثقل الذي عليها من التراب ، ومنه

قوله تعالى : { ولا يئوده حفظهما } أي لا يثقله ، وقال متمم بن نويرة :

وموءودةٍ مقبورة في مفازةٍ

بآمتها موسودة لم تُمهّدِ

فقال توبيخاً لقاتلها وزجراً لمن قتل مثلها { وإذا الموءودة سئلت } واختلف هل هي السائلة أو المسئولة ، على قولين :

أحدهما : وهو قول الأكثرين أنها هي المسئولة :

﴿ ٨