١٤

{ إنَّه ظَنَّ أن لن يَحُورَ } أي لن يرجع حياً مبعوثاً فيحاسب ثم يثاب أو يعاقب ، يقال : حار يحور ، إذا رجع ، ومنه الحديث : { أعوذ باللّه من الحْور بعد الكْور ، } يعني من الرجوع إلى النقصان بعد الزيادة ، وروي : { بعد الكوْن } ، ومعناه انتشار الأمر بعد تمامه .

وسئل معمر عن الحور بعد الكْون فقال : الرجل يكون صالحاً ثم يتحول امرء سوء .

وقال ابن الأعرابي : الكُنْنّي : هو الذي يقول : كنت شاباً وكنت شجاعاً ، والكاني : هو الذي يقول : كان لي مال وكنت أهب وكان لي خيل وكنت أركب ، وأصل الحور الرجوع ، قال لبيد :

وما المرءُ إلا كالشهاب وضوئه

يَحُورُ رماداً بَعْد إذ هو ساطعُ .

وقال عكرمة وداود بن أبي هند : يحور كلمة بالحبشية ، ومعناها يرجع وقيل

للقصار حواري لأن الثياب ترجع بعمله إلى البياض .

{ بلى إنّ ربّه كان به بَصيراً } يحتمل وجهين :

أحدهما : مشاهداً لما كان عليه .

الثاني : خبيراً بما يصير إليه .

﴿ ١٤