٣{ ما ودَّعَكَ ربُّكَ وما قَلَى } اختلف في سبب نزولها ، فروى الأسود بن قيس عن جندب أن رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) رُمي بحجر في إصبعه فدميت ، فقال : هل أنت إلاّ أصبعٌ دَميتِ وفي سبيل اللّه ما لَقِيتِ قال فمكث ليلتين أو ثلاثاً لا يقوم ، فقالت له امرأة يا محمد ما أرى شيطانك إلا قد تركك ، فنزل عليه : { ما ودعك ربك وما قلى } . وروى هشام عن عروة عن أبيه قال : أبطأ جبريل عن النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) فجزع لذلك جزعاً شديداً ، قالت عائشة : فقال كفار قريش : إنا نرى ربك قد قلاك ، مما رأوا من جزعه ، فنزلت : { ما ودعك ربك وما قلى } ، وروى ابن جريج أن جبريل لبث عن النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) اثنا عشرة ليلة فقال المشركون : لقد ودع محمداً ربُّه ، فنزلت : { ما ودعك ربك وما قلى } . وفي { وَدَّعَك } قراءتان : أحدهما : قراءة الجمهور ودّعك ، بالتشديد ، ومعناها : ما انقطع الوحي عنك توديعاً لك . والثانية : بالتخفيف ، ومعناها : ما تركك إعراضاً عنك . { وما قلى } أي ما أبغضك ، قال الأخطل : المهْديات لمن هوين نسيئةً والمحْسِنات لمن قَلَيْنَ مقيلاً { ولَلآخرةُ خير لك مِنَ الأُولى } روى ابن عباس قال : عرض على رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) ما هو مفتوح على أمته من بعده ، فسُرّ بذلك ، فأنزل اللّه تعالى : { وللآخرة خير لك من الأُولى } الآية . |
﴿ ٣ ﴾