٢{ ألمْ يَجْعَلْ كَيْدَهم في تَضْليل } لأنهم أرادوا كيد قريش بالقتل والسبي ، وكيد البيت بالتخريب والهدم . يحكى عن عبد المطلب بعد ما حكيناه عنه أنه أخذ بحلقة الباب وقال : يا رب لا نرجو لهم سواكا يا رب فامنع منهم حماكا . إن عدو البيت من عاداكا امنعهم أن يخربوا قراكا . ثم إن عبد المطلب بعث ابنه عبد اللّه على فرس له سريع ، ينظر ما لقوا فإذا القوم مشدخون ، فرجع يركض كاشفاً عن فخده ، فلما رأى ذلك أبوه قال : إن ابني أفرس العرب وما كشف عن فخذه إلا بشيراً أو نذيراً . فلما دنا من ناديهم بحيث يُسمعهم قالوا : ما وراءك ؟ قال : هلكوا جميعاً ، فخرج عبد المطلب وأصحابه فأخذوا أموالهم ، فكانت أموال بني عبد المطلب ، وبها كانت رياسة عبد المطلب لأنه احتمل ما شاء من صفراء وبيضاء ، ثم خرج أهل مكة بعده فنهبوا ، فقال عبد المطلب : أنتَ مَنعْتَ الحُبْشَ والأَفْيالا وقد رَعَوا بمكةَ الأَجيالا وقد خَشِينا منهم القتالا وكَلَّ أمرٍ لهمن مِعضالا وشكراً وحْمداً لك ذا الجلالا . ويحتمل تضليل كيدهم وجهين : أحدهما : أن كيدهم أضلهم حتى هلكوا . الثاني : أن هلاكهم أضل كيدهم حتى بطل . |
﴿ ٢ ﴾