٣

{ إنّ شانِئَكَ هو الأبْتَرُ } في شانئك وجهان :

أحدهما : مبغضك ، قاله ابن شجرة .

الثاني : عدوّك ، قاله ابن عباس .

وفي { الأبتر } خمسة تأويلات :

أحدها : أنه الحقير الذليل ، قاله قتادة .

الثاني : معناه الفرد الوحيد ، قاله عكرمة .

الثالث : أنه الذي لا خير فيه حتى صار مثل الأبتر ، وهذا قول مأثور الرابع : أن قريشاً كانوا يقولون لمن مات ذكور ولده ، قد بتر فلان فلما مات لرسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) ابنه القاسم بمكة ، وابراهيم بالمدينة ، قالوا بتر محمد فليس له من يقوم بأمره من بعده ، فنزلت الآية ، قاله السدي وابن زيد .

الخامس : أن اللّه تعالى لما أوحى إلى رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) ودعا قريش إلى الإيمان ، قالوا ابتتر منا محمد ، أي خالفنا وانقطع عنا ، فأخبر اللّه تعالى رسوله أنهم هم المبترون ، قاله عكرمة وشهر بن حوشب .

واختلف في المراد من قريش بقوله { إنّ شانئك هو الأبتر } على ثلاثة أقاويل :

 أحدها : أنه أبو لهب ، قاله عطاء .

الثاني : أبو حهل ، قاله ابن عباس .

الثالث : أنه العاص بن وائل ، قاله عكرمة ، واللّه أعلم .

﴿ ٣