٣{ ومن شَرِّ غاسقٍ إذا وَقَبَ } فيه أربعة تأويلات : أحدها : يعني الشمس إذا غربت ، قاله ابن شهاب . الثاني : القمر إذا ولج أي دخل في الظلام . روى أبو سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة أنها قالت : أخذ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) بيدي ثم نظر إلى القمر فقال : يا عائشة تعوذي باللّه من شر غاسقٍ إذا وقب ، وهذا الغاسق إذا وقب . الثالث : أنه الثريا إذا سقطت ، وكانت الأسقام والطواعين تكثر عنذ وقوعها ، وترتفع عند طلوعها ، قاله ابن زيد . الرابع : أنه الليل ، لأنه يخرج السباع من آجامها ، والهوام من مكامنها ويبعث أهل الشر على العبث والفساد ، قاله ابن عباس والضحاك وقتادة والسدي ، قال الشاعر : يا طيْفَ هِنْدٍ لقد أبقيْتَ لي أرَقا إذ جئْتَنا طارِقاً والليلُ قد غَسَقا وأصل الغسق الجريان بالضرر ، مأخوذ من قولهم غسقت القرحة إذا جرى صديدها ، والغسّاق : صديد أهل النار ، لجريانه بالعذاب وغسقت عينه إذا جرى دمعها بالضرر في الحلق . فعلى تأويله أنه الليل في قوله { إذا وقب } أربعة تأويلات : أحدها : إذا أظلم ، قاله ابن عباس . الثاني : إذا دخل ، قاله الضحاك . الثالث : إذا ذهب ، قاله قتادة . الرابع : إذا سكن ، قاله اليمان بن رئاب . |
﴿ ٣ ﴾