٧ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ (٧) بدل من الاول بدل الكل و فائدته التوكيد و التنصيص على ان طريقهم هو المشهود عليه بالاستقامة والمراد بالذين أنعمت عليهم كل من ثبّته اللّه تعالى على الايمان و الطاعة مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ- قرا حمزة عليهم- إليهم- لديهم- حيث وقع بضم الهاء و صلا و وقفا و الباقون بكسرها- و ضم ابن كثير كل ميم جمع مشبعا في الوصل إذا لم يلقها ساكن- و قالون يقول بالتخيير في الإشباع و عدمه لقيها ساكن اولا «١»- و ورش يشبع عند الف القطع فقط- و إذا تلقته الف الوصل و قبل الهاء كسر او ياء ساكنة نحو بِهِمُ الْأَسْبابُ و عَلَيْهِمُ الْقِتالُ ضم الهاء و الميم حمزة و الكسائي- و كسرهما ابو عمرو- و كذلك يعقوب إذا انكسر ما قبله- و الآخرون ضموا الميم على الأصل و كسروا الهاء لاجل الياء و الكسرة- و في الوقف يكسر الهاء عند الكل لكسرة ما قبلها او الياء الا ما ذكرنا خلاف حمزة و يعقوب ابو محمد في الكلمات الثلث (١) هذا التعميم من سباق قلم او من الناسخ لان الإشباع قبل الساكن ممنوع- ابو محمد عفا اللّه عنه غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضَّالِّينَ (٧) بدل من الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ- اى المنعم عليهم هم السالمون من الغضب و الضلال- او صفة له مبينة او مقيدة ان اجرى الموصول مجرى النكرة إذا لم يقصد به معهود- كما في قول الشاعر و لقد امرّ على اللّئيم يسبّنى- او جعل غير معرفة لاضافته الى ماله ضد واحد فيتعين- يقال عليكم بالحركة غير السكون- و عليهم في محل الرفع نائب مناب الفاعل- و لا مزيدة لتأكيد ما في غير من معنى النفي- كانه قال لا المغضوب عليهم- و الغضب ثوران النفس لارادة الانتقام و إذ أسند الى اللّه أريد به المنتهى- و الضلالة ضد الهداية و هو العدول عن الطريق الموصل و له عرض عريض- اخرج احمد في مسنده- و الترمذي و حسنه- و ابن حبان في صحيحه و غيرهم عن عدى بن حاتم قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم- ان المغضوب عليهم اليهود و ان الضالين النصارى- و اخرج ابن مردوية عن ابى ذر نحوه- و اخرج ابن جرير و ابن ابى حاتم التفسير بذلك عن ابن عباس- و ابن مسعود- و الربيع ابن انس- و زيد بن اسلم- قال ابن ابى حاتم- لا اعلم في ذلك خلافا بين المفسرين- و اللفظ عام يعم الكفار و العصاة و المبتدعة- قال اللّه تعالى في القاتل عمدا- وَ غَضِبَ اللّه عَلَيْهِ- و قال- فَما ذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ- و قال- الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا- و السنة عند ختم الفاتحة ان يقول أمين مفصولا- و أمين مخفف غير مشدد- جاء ممدودا و مقصورا قال البغوي قال ابن عباس معناه اسمع و استجب- و اخرج الثعلبي عنه قال سالت النبي صلى اللّه عليه و سلم عنه فقال افعل- روى ابن ابى شيبة في مصنفه و البيهقي فى الدلائل عن ابى ميسرة ان جبرئيل عليه السلام اقرأ النبىّ صلى اللّه عليه و سلم الفاتحة فلما قال وَ لَا الضَّالِّينَ قال له قل أمين- و روى ابو داود في سننه عن ابى زهير أحد الصحابة قال- أمين مثل الطابع على الصحيفة خرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ذات ليلة فاتينا على رجل قد ألح في المسألة فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم أوجب ان ختم- فقال رجل من القوم باىّ شى ء يختم فقال أمين- و اخرج ابو داود- و الترمذي- و الدارقطني- و صححه ابن حبان- كان النبي صلى اللّه عليه و سلم إذا قرا و لا الضّالّين قال أمين- و في الصحيحين عن ابى هريرة ان النبي صلى اللّه عليه و سلم قال إذا قال الامام وَ لَا الضَّالِّينَ فقولوا أمين فان الملائكة تقول أمين- و ان الامام يقول أمين فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه. فصل فى فضائل الفاتحة عن ابى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و الذي نفسى بيده ما انزل في التورية و لا في الإنجيل و لا في الزبور و لا في القران مثلها- و انها لهى السبع المثاني التي أتاني اللّه عز و جل- رواه الترمذي و قال حسن صحيح- و الحاكم و قال صحيح على شرط مسلم- و عن ابن عباس قال بينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و عنده جبرئيل إذ سمع نقيضا من فوقه فرفع جبرئيل عليه السلام بصره الى السماء فقال هذا باب فتح من السماء ما فتح قط قال فنزل منه ملك فاتى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال ابشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبى قبلك فاتحة الكتاب و خواتيم سورة البقرة لن تقرا حرفا منها الا أعطيته- رواه مسلم و عن ابى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال اللّه تعالى- قسّمت الصلاة بينى و بين عبدى نصفين فنصفها لى و نصفها لعبدى و لعبدى ما سال- قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم- يقول العبد الْحَمْدُ للّه رَبِّ الْعالَمِينَ يقول اللّه حمدنى عبدى- يقول العبد الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يقول اللّه اثنى علىّ عبدى- يقول العبد مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ يقول اللّه تعالى مجدنى عبدى- يقول العبد إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ يقول اللّه هذه الاية بينى و بين عبدى و لعبدى ما سال- يقول العبد اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضَّالِّينَ يقول فهؤلاء لعبدى و لعبدى ما سال- رواه مسلم- و عن عبد الملك بن عمير مرسلا قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم- فاتحة الكتاب شفاء من كل داء- رواه الدارمي في مسنده و البيهقي في شعب الايمان بسند صحيح- و عن عبد اللّه بن جابر قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم- الا أخبرك بأخير سورة نزلت في القران قلت بلى يا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال فاتحة الكتاب و احسبه قال فيها شفاء من كل داء- و عنه- فاتحة الكتاب شفاء من كل شى ء الا السام- و السام الموت- رواه الخلعي فى فوائده- و عن ابى سعيد بن المعلى- أعظم سورة في القران الحمد للّه رب العلمين- رواه البخاري و البيهقي و الحاكم من حديث انس- أفضل القران الحمد للّه رب العلمين- و روى البخاري في مسنده من حديث ابن عباس- فاتحة الكتاب تعدل ثلثى القران- و عن ابى سليمان قال مر بعض اصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم في بعض غزواتهم على رجل قد صرع فقرأ بعضهم في اذنه بام القران فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم- هى أم القران و هى شفاء من كل داء- رواه الثعلبي من طريق معاوية بن صالح عنه- و عن ابى سعيد الخدري مرفوعا- فاتحة الكتاب شفاء من السم- رواه سعيد بن منصور و البيهقي في الشعب- و عنه قال- كنا في مسير لنا فنزلنا فجاءت جارية فقالت ان سيد الحي سليم فهل معكم راق فقام معها رجل فرقاه بام الكتاب فبرى ء فذكر للنبى صلى اللّه عليه و سلم فقال و ما كان يدريه انها رقية- رواه البخاري- و رواه ابو الشيخ و ابن حبان في الثواب عنه و عن ابى هريرة معا- و عن السائب بن يزيد قال- عوّذنى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بفاتحة الكتاب فىّ تفلا- رواه الطبراني في الأوسط- و عن انس- إذا وضعت جنبك على الفراش و قرأت فاتحة الكتاب و قُلْ هُوَ اللّه أَحَدٌ فقد امنت كل شى ء الا الموت- رواه البزار. |
﴿ ٧ ﴾