٩ يُخادِعُونَ اللّه وَ الَّذِينَ آمَنُوا- الخدع ان توهم غيرك خلاف ما تخفيه من المكروه- من قولهم خدع الضب إذا توارى في حجره و أصله الإخفاء- و خداعهم مع اللّه اى مع رسوله بحذف المضاف- او من حيث ان معاملتهم مع الرسول معاملتهم مع اللّه من حيث انه خليفته قال عز و جل- مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللّه- و قال عز من قائل- الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللّه يَدُ اللّه فَوْقَ أَيْدِيهِمْ- و هو بمعنى يخدعون و صيغة المفاعلة للمبالغة فان الفعل مع المقابل ابلغ او ان صورة صنيعهم مع اللّه من اظهار الايمان مع ابطان الكفر و صنع اللّه معهم بإجراء احكام الإسلام عليهم مع انهم أخبث الكفار و امتثال الرسول صلى اللّه عليه و سلم و المؤمنين امر اللّه في إخفاء حالهم و اجراء احكام الإسلام عليهم صورت صنيع المتخادعين و هو بيان ليقول او استيناف بذكر ما هو الغرض منه- وَ ما يَخْدَعُونَ- قراءة الحرميين و ابى عمرو و ما يخادعون إِلَّا أَنْفُسَهُمْ فانه لا يخفى على اللّه خافية- و هو يطلع نبيه صلى اللّه عليه و سلم و المؤمنين فهم غروا أنفسهم حيث او هموا أنفسهم انهم أمنوا من العذاب و الفضيحة فضرر خداعهم راجع إليهم دون غيرهم- وَ ما يَشْعُرُونَ (٩) اى لا يحسّون لتمادى غفلتهم- الشعور الاحساس بالمشاعر الى الحواس جعل رجوع الضرر إليهم كالمحسوس الذي لا يخفى الا على ماؤف الحواس. |
﴿ ٩ ﴾