٣٧

فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ قرا ابن كثير آدم بالنصب و كلمت بالرفع يعنى جاءت الكلمات آدم من ربه و كانت سبب توبته-

و قرا الباقون بالعكس اى تعلّم- و الكلمات

رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا الاية- كذا قال سعيد بن جبير و مجاهد و الحسن و قيل غير ذلك من كلمات الدعاء و الاستغفار و التضرع قال ابن عباس- بكى آدم و حواء مائتى سنة و لم يأكلا و لم يشربا أربعين يوما- و لم يقرب آدم حواء مائة سنة و روى عن يونس بن حباب و علقمة بن مرثد قالا و لو ان دموع اهل الأرض جمعت لكان دموع داود اكثر حيث أصاب الخطيئة- و لو ان دموع داود مع دموع اهل الأرض جمعت لكان دموع آدم اكثر- قال شهر بن حوشب بلغني انه مكث ثلاثمائة سنين لا يرفع رأسه حياء من اللّه عز و جل-

فَتابَ عَلَيْهِ اى قبل توبته- و التوبة عبارة عن الاعتراف بالذنب و الندم عليه و العزم على ان لا يعود- و اكتفى بذكر آدم لان حواء كانت تبعا له في الحكم و لذلك طوى ذكر النساء في اكثر القران و السّنن

إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرجاع على عباده بالمغفرة- و اصل التوبة الرجوع فمن العبد الرجوع من المعصية و من اللّه الرجوع عن العقوبة الى المغفرة

الرَّحِيمُ (٣٧) المبالغ في الرحمة.

﴿ ٣٧