٣٨ قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْها جَمِيعاً- قيل الهبوط الاول من الجنة و الثاني من السماء الى الأرض- و قيل كرر للتأكيد او لاختلاف المقصود فان المقصود من الاول العقاب على المعصية و من الثاني التكليف- و جميعا حال في اللفظ تأكيد في المعنى فلا يستدعى اجتماعهم فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً الفاء للعطف و ان حرف شرط و ما زائدة أكدت به ان- و لذلك حسن تأكيد الفعل بالنون و ان لم يكن فيه معنى الطلب يعنى ان يأتى لكم منى هدى يعنى رسول و كتاب- الخطاب به الى ذرية آدم فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ الشرط الثاني مع جزائه جزاء للشرط الاول و انما جاء بان حرف الشك لانه محتمل في نفسه غير واجب عقلا- امال الكسائي هداى و مثواى- و محياى- حيث وقع و رءياك في أول يوسف خاصة- و ابو عمرو ورش قرا رءياك خاصة بين بين- قال البيضاوي كرر لفظ الهدى و لم يضمر لانه أراد بالثاني أعم من الاول و هو ما اتى به الرسل و اقتضاه العقل اى تبع ما أتاه مراعيا فيه ما شهده العقل- فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ فيما يستقبلهم وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ (٣٨) على ما خافوا فان الخوف على المتوقع و الحزن على الواقع- او المعنى لا خوف عليهم فى الاخرة بحلول مكروه و لا هم يحزنون في الاخرة بفوات محبوب نفى عنهم العذاب و اثبت لهم الثواب على ابلغ الوجوه- قرا يعقوب فلا خوف بالفتح باعمال لا و الآخرون بالرفع و التنوين. |
﴿ ٣٨ ﴾