٤٩

وَ إِذْ نَجَّيْناكُمْ- اى اسلافكم تفصيل لما أجمله من النعم عطف على نعمتى عطف الخاص على العام و فيه منة عليهم حيث نجوا بنجاتهم

مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ اى اتباعه و اهل دينه أصله اهل بدليل اهيل خص بالاضافة الى العظماء من الأنبياء و الملوك- و فرعون لقب لملك العمالقة و كان فرعون موسى وليد بن مصعب بن الريان عمّر اكثر من اربعمائة سنة- و فرعون يوسف ريان و كان بينهما اكثر من اربعمائة سنة-

يَسُومُونَكُمْ يكلفونكم و يذيقونكم- و اصل السوم الذهاب في طلب الشي ء و قيل معناه يصرفونكم في اصناف العذاب كالابل السائمة في البرية و ذلك ان فرعون جعل بنى إسرائيل أصنافا في الأعمال يبنون و يحرثون- و يحملون الأثقال- و يؤدون الجزية و النساء يغزلن لهم

سُوءَ الْعَذابِ اى أشده و سواه و هو مصدر ساء يسوء- مفعول ليسومونكم و الجملة حال من الضمير في نجينكم- او من ال فرعون- او منهما جميعا

يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ بيان ليسومونكم و لذلك لم يذكر بالعطف بل على البدل

وَ يَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ-

قال البغوي و ذلك ان فرعون راى في منامه كانّ نارا أقبلت من بيت المقدس و أحاطت بمصروا حرقت لكل قبطى بها و لم يتعرض لبنى إسرائيل فهاله ذلك و سال الكهنة عن رؤياه فقالوا يولد في بنى إسرائيل غلام يكون على يده هلاكك و زوال ملكك- كذا اخرج ابن جرير عن السدى-

قال البغوي- فامر فرعون بقتل كل غلام يولد في بنى إسرائيل و جمع القوابل فقال لهن لا يولد غلام من بنى إسرائيل الا قتل و لا جارية الا تركت حتى قيل انه قتل في طلب موسى اثنى عشر الف صبى- و قال وهب- بلغني انه ذبح تسعون الفا «١»-

(١) فى الأصل تسعون الف

ثم اسرع الموت في مشيخة بنى إسرائيل فدخل رءوس القبط على فرعون و قالوا ان الموت قد وقع في بنى إسرائيل فيذبح صغارهم و يموت كبارهم فيوشك ان يقع العمل علينا فامر فرعون ان يذبحوا سنة و يتركوا سنة فولد هارون في السنة التي لا يذبحون فيها و موسى في السنة التي يذبحون فيها

وَ فِي ذلِكُمْ بَلاءٌ البلاء معناه الاختبار فتارة تكون بالشدة و العذاب يختبر مصابرتهم- و تارة بالنعمة و الرخاء يختبر به شكرهم قال اللّه تعالى- وَ نَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَ الْخَيْرِ فِتْنَةً- فالواجب الشكر عند الرخاء و الصبر عند الشدة- و المشار اليه بذلكم اما انجاؤهم من ال فرعون فالمراد به الثاني- و اما سومهم سوء العذاب فالمراد به الاول

مِنْ رَبِّكُمْ بتسليط فرعون او ببعث موسى و توفيقه تخليصكم عَظِيمٌ (٤٩) صفة بلاء-.

﴿ ٤٩