٦٠

وَ إِذِ اسْتَسْقى مُوسى لِقَوْمِهِ- لما عطشوا في التيه فسالوا موسى

فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصاكَ و كانت من أس الجنة طولها عشرة اذرع على طول موسى و لها شعبتان تتقدان في الظلمة نورا حملها آدم من الجنة فتوارثت الأنبياء حتى وصلت الى شعيب فاعطاها موسى

الْحَجَرَ اللام فيه للعهد قال ابن عباس كان حجرا مربعا مثل رأس الرجل كان يضعه في مخلاته- و قال عطاء- كان للحجر اربعة وجوه لكل وجه ثلث أعين لكل سبط عين- قال سعيد بن جبير هو الحجر الذي وضع عليه ثوبه ليغتسل ففرّ بثوبه «١» و مر به على ملإ من بنى إسرائيل حين رموه بالادرة- فلما وقف أتاه جبرئيل فقال ان اللّه عزّ و جلّ يقول ارفع هذا الحجر فلى فيه قدرة و لك فيه معجزة- فرفعه و وضعه في مخلاته- و قصة فرار الحجر في الصحيحين و ليس فيهما انه لما وقف أتاه جبرئيل الى آخره-

(١) فى الأصل ثوبه-

و اخرج عبد بن حميد عن قتادة انه كان حجرا من الطور يحملونه معهم- قيل كان الحجر من الرخام و قيل كان من الكدان فيه اثنا عشرة حفرة ينبع كل حفرة عين ماء عذب فاذا فرغوا و أراد موسى حمله ضربه بعصاه فيذهب الماء- و كان يسقى كل يوم ستمائة الف- او كان اللام للجنس كما قال وهب- انه لم يكن حجرا معينا بل كان موسى يضرب اى حجر كان فينفجر عيونا- قال عطاء- كان موسى يضربه ثنتى عشرة ضربة فيظهر على موضع كل ضربة مثل ثدى المرأة يعرق منه ثم ينفجر الأنهار ثم يسيل-

فَانْفَجَرَتْ متعلق بمحذوف تقديره فان ضربت انفجرت او فضرب فانفجرت- قال اكثر المفسرين انفجرت- و انبجست بمعنى واحد و قال ابو عمرو انبجست عرقت و انفجرت سالت

مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً على عدد الأسباط قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ كل سبط

مَشْرَبَهُمْ موضع شربهم لا يدخل سبط على غيره في شربه- و

قلنا لهم

كُلُوا من المن و السلوى وَ اشْرَبُوا من الماء فهذا كله

مِنْ رِزْقِ اللّه الذي يأتيكم بلا مشقة وَ لا تَعْثَوْا العثى أشد الفساد

فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (٦٠) حال مؤكدة و

قال البيضاوي- انما قيد لان العثى و ان غلب في الفساد فانه قد يكون منه ما ليس بفساد كمقابلة الظالم المتعدى بفعله- و منه ما يتضمن صلاحا راجحا كقتل الخضر الغلام و خرقه السفينة-

قلت و يمكن ان يراد بالعثى مطلق التبذير كما في حديث عمر قال لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كسرى و قيصر يعثيان فيما يعثيان فيه و أنت هكذا يعنى يبذّران المال تبذيرا- و حينئذ قوله تعالى مفسدين تقييد-.

﴿ ٦٠