٦٥

وَ لَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ اللام موطية للقسم- و السبت في الأصل القطع لان اللّه تعالى قطع فيها الخلق- او لان اليهود أمروا بقطع الأعمال فيه و التجرد للعبادة و القصة انهم كانوا زمن داود عليه السلام نحوا من سبعين «١» الفا بأرض حاضر البحر يقال لها ايلة حرم اللّه عليهم صيد السمك يوم السبت و ابتلاهم بانه إذا دخل السبت لم يبق حوت في البحر الا اجتمع هناك يخرجون خراطيمهم من الماء حتى لا يرى الماء من كثرتها- و يوم لا يسبتون لا تأتيهم فاحتالوا للصيد و حفروا حياضا و شرعوا إليها الجداول فاذا كان يوم السبت اقبل الموج بالحيتان الى الحياض فلا يقدرن على الخروج منها لبعد عمقها و قلة مائها فيصطادون يوم الأحد-

(١) فى الأصل الف

و قيل كانوا ينصبون الحبائل و الشصوص يوم الجمعة و يخرجونها يوم الأحد- و صار اهل القرية ثلثة اصناف صنف امسك و نهى و صنف امسك و لم ينه و صنف انتهك الحرمة- و كان الناهون اثنى عشر الفا فلما ابى المجرمون قبول نصحهم لعنهم داود و غضب اللّه عليهم

فَقُلْنا لَهُمْ كُونُوا امر تكوين قِرَدَةً خاسِئِينَ (٦٥) باعدين مطرودين.

٦٦

فَجَعَلْناها اى تلك العقوبة نَكالًا عبرة تنكل اى تمنع المعتبر و منه النكل للقيد

لِما بَيْنَ يَدَيْها اى لمعاصريهم وَ ما خَلْفَها اى من بعدهم فما بمعنى من او لاجل ما تقدم من ذنوبهم و ما تأخر- و قيل فيه تقديم و تأخير تقديره فجعلناها و ما خلفها اى ما أعد لهم من العذاب في الاخرة نكالا لمّا بين يديها من ذنوبهم

وَ مَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (٦٦) للمؤمنين من امة محمد صلى اللّه عليه و سلم.

﴿ ٦٥