٨٨ وَ قالُوا قُلُوبُنا غُلْفٌ جمع الا غلف و هو الّذى عليه غشاوة خلقية فلا تعى و لا تفقه ما تقول نظيره قوله تعالى قالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ- كذا قال مجاهد و قتادة- و قيل أصله غلف بضم اللام خفف و يؤيده قراءة الأعرج و ما قرا ابن عباس بضم اللام و هو جمع غلاف اى قلوبنا اوعية لكل علم فلا نحتاج الى علمك كذا قال ابن عباس و عطاء و قال الكلبي معناه اوعية لكل علم فهى لا يسمع حديثا إلا وعته الا حديثك فلا يعقله و لا تعيه و لو كان فيه خيرا لوعته و فهمته فرد اللّه قولهم اى ليس قلوبهم مغشاة في اصل الخلقة كما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما من مولود الا يولد على الفطرة فابوه يهودانه و ينصرانه و يمجسانه الحديث متفق عليه من حديث ابى هريرة- و ليست اوعية للعلم ايضا بَلْ لَعَنَهُمُ اللّه اى طردهم و ابعدهم عن كل خير و خذلهم بِكُفْرِهِمْ كما قال اللّه تعالى فَأَصَمَّهُمْ وَ أَعْمى أَبْصارَهُمْ- فانى لهم دعوى العلم و الاستغناء فَقَلِيلًا ما يُؤْمِنُونَ (٨٨) نصب قليلا على الحال و ما مزيدة للمبالغة و معناه فيؤمنون حال كونهم اقل قليل اى لا يؤمن منهم الا اقل قليل فان من أمن من المشركين اكثر ممن أمن من اليهود كذا قال قتادة- او منصوب على المصدرية يعنى إيمانا قليلا يؤمنون- او بنزع الخافض اى بقليل مما وجب الايمان به يؤمنون و هو ايمانهم ببعض الكتاب- و قال الواقدي معناه لا يؤمنون قليلا و لا كثيرا كقول الرجل للاخر ما اقل ما تفعل كذا اى لا تفعله أصلا- فالقلة مجاز عن العدم. |
﴿ ٨٨ ﴾