٩٠

بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ ما بمعنى شيئا تميز لفاعل بئس المضمر فيه و اشتروا صفته بمعنى باعوا و أنفسهم مفعول اشتروا الى بئس ما باعوا به حظ أنفسهم من الاخرة- او المعنى اشتروا به أنفسهم في ظنهم حيث خلصوها عن الذل بترك الرياسة

أَنْ يَكْفُرُوا بِما أَنْزَلَ اللّه هو المخصوص بالذم

بَغْياً مفعول له ليكفروا «١» «٢» دون اشتروا للفصل- و اصل البغي الطلب و الفساد يقال بغى يبغى بغيا إذا طلب و بغى الجرح إذا فسد- و يطلق الباغي على الظالم لانه مفسد و على الخارج على الامام لانه مفسد و طالب للظلم و على الحاسد فانه يظلم المحسود و يطلب ازالة نعمته-

(١) فى الأصل مفعول له يكفرون [.....]

(٢) فيه تسامح لانه غير داخلة في الضابطة لانه في قرارة ابن كثير و من معه بفتح الاول- لعله رحمه اللّه أراد به و ما ننزله و صدر من سباق قلم هذا-

و المعنى انهم يكفرون حسدا و طلبا لما ليس لهم و فسادا في الأرض

أَنْ يُنَزِّلَ اللّه القران متعلق ببغيا بتقدير اللام- قرا ابن كثير و ابو عمرو ينزل و بابه إذا كان مستقبلا مضموم الاول بالتخفيف من الانزال حيث وقع و استثنى ابن كثير و ما ننزّله في الحجر- و ننزّل من القران- و حتّى تنزّل علينا في الاسراء و استثنى ابو عمرو على أن ينزّل اية في الانعام- و الذي في الحجر ما ننزّل الملئكة الّا بالحقّ مجمع عليه بالتشديد- و الباقون بالتشديد من التنزيل في الجميع غير ان حمزة و الكسائي يخففان ينزل الغيث في موضعين أحدهما فى لقمان و الثاني في الشورى

مِنْ فَضْلِهِ بلا سبق عمل يقتضيه- عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ يعنى محمدا صلى اللّه عليه و سلم

فَباؤُ بِغَضَبٍ بسبب كفرهم بمحمد صلى اللّه عليه و سلم و القران

عَلى غَضَبٍ قد سبق عليهم بكفرهم بعيسى و الإنجيل و ترك العمل بالتورية و عبادة العجل و قولهم عزير ابن اللّه و الاعتداء في السبت و غير ذلك

وَ لِلْكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ (٩٠) يراد به إذلالهم بخلاف عذاب العصاة من المؤمنين فانه لتطهيرهم عن الذنوب.

﴿ ٩٠