١٠٦ ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ من بيانية- و النسخ عبارة عن شيئين أحدهما النقل و التحويل و منه نسخ الكتاب و ثانيهما الرفع و الازالة يقال نسخت الشمس الظل و المراد هاهنا الثاني و هو في الحقيقة بيان لانتهاء التعبد بقراءتها فقط دون حكمها مثل اية الرجم- او بحكمها المستفاد منها فقط دون قراءتها مثل اية الوصية للاقارب و اية عدة الوفاة بالحول- او بهما جميعا كما قيل انها كانت سورة الأحزاب مثل سورة البقرة فرفع أكثرها تلاوة و حكما- ثم المنسوخ حكمها منها ما أقيم غير ذلك الحكم مقامه كما في وصية الأقارب نسخت بالميراث و عدة الوفاة بالحول نسخت الى اربعة أشهر و عشر و منها ما لم يقم غيره مقامه كامتحان النساء- و النسخ انما يعترض الأوامر و النواهي دون الاخبار- قرا الجمهور بفتح النون و السين من نسخ اى نرفعها- و قرا ابن عامر بضم النون و كسر السين من الانساخ اى نأمرك او جبرئيل بنسخها او تجدها منسوخة و ما شرطية جازمة لننسخ منتصبة على المفعولية او نُنْسِها قرا ابن كثير و ابو عمرو بفتح النون الاول و السين مهموزا اى نؤخرها من النساء اى نؤخر حكمها و نرفع تلاوتها كما في اية الرجم فعلى هذا يكون النسخ الاول بمعنى رفع التلاوة و الحكم- او المعنى تؤخرها في اللوح المحفوظ يعنى لم ننزلها عليك- فمعنى النسخ الرفع بعد الانزال و معنى النساء عدم الانزال و قرا الباقون ننسها بضم النون و كسر السين من الانساء و النسيان ضد الحفظ اى نمحّها عن قلبك روى عن ابى امامة بن سهل بن حنيف- ان قوما من الصحابة رضى اللّه عنهم قاموا ليلة ليقرءوا سورة فلم يذكروا منها الا بسم اللّه الرحمن الرحيم فغدوا الى النبي صلى اللّه عليه و سلم فاخبروه فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم تلك سوره رفعت بتلاوتها و أحكامها- و قيل معناه نتركها اى لا ننسخها كما قال اللّه تعالى نَسُوا اللّه فَنَسِيَهُمْ يعنى تركوه فتركهم و هذا غير مستقيم لقوله تعالى نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها فانها تدل على إزالتها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها فى النفع للعباد و بالسهولة او كثرة الثواب لان اية خير من اية فان كلام اللّه واحد و كله خير او مِثْلِها فى ذلك أَ لَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّه عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ (١٠٦) استفهام تقرير اى انك تعلم و احتج بهذه الاية من يمنع النسخ بلا بدل او بدل أثقل منه او نسخ الكتاب بالسنة- و أجيب بانه قد يكون عدم الحكم أصلح و ان ما هو الأثقل فهو انفع من حيث الثواب- و ان السنة ايضا مما أتاه اللّه تعالى و علّمه لنبيه صلى اللّه عليه و سلم. |
﴿ ١٠٦ ﴾