١٢٦ وَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هذا المكان بَلَداً آمِناً ذا أمن كقوله عيشة راضية اى ذات رضية- او أمنا من فيه كقولك ليل نائم وَ ارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ دعا بذلك لانه كان واديا غير ذى زرع- و في القصص ان الطائف كانت من مدائن الشام بأردن- فلما دعا ابراهيم عليه السلام أمر اللّه جبرئيل حتى اقتلعها من أصلها و أدارها حول البيت سبعا ثم وضعها هاهنا و منها اكثر ثمرات مكة مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللّه وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ بدل من اهله بدل البعض خصهم بالدعاء كيلا يكون امانة للكفار على كفرهم قال اللّه تعالى وَ مَنْ كَفَرَ عطف على من أمن و المعنى و ارزق من كفر و تم الكلام- و فيه تنبيه على ان الرزق الذي هو رحمة دنيوية يعم المؤمن و الكافر و لذلك يقال رحمن الدنيا و رحيم الاخرة بخلاف النبوة و كونه مطاعا في الدين او يكون من كفر مبتدأ تضمن معنى الشرط خبره فَأُمَتِّعُهُ قرا ابن عامر مخففا من الافعال و الباقون مشددا من التفعيل و معناهما واحد قَلِيلًا اى متاعا قليلا فان متاع الدنيا قليل بالنسبة الى الاخرة او قليل رتبة عند اللّه تعالى قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لو كانت الدنيا تعدل عند اللّه جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء- رواه الترمذي و صححه و ايضا عن سهل بن سعد- او في زمان قليل الى مدة اجالهم- فان قيل الكفر لا يكون سببا للتمتع فكيف ادخل الفاء على خبره أجيب بانه سبب لتقليل التمتع حيث يجعل نعماء الدنيا مقصورة على حظوظها العاجلة و يمنع كونها وسائل لنيل درجات الاخرة بخلاف المؤمن فان ما أنعم اللّه عليه في الدنيا لاجل شكره عليه و صرفه في مرضات ربه سبب لنيل درجات الاخرة المؤبدة- و يمكن ان يقال متاع الحيوة الدنيا خبيثة ملعونة عند اللّه فيمكن ان يكون الكفر سببا لحصوله الم تسمع قوله تعالى- وَ لَوْ لا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَ مَعارِجَ عَلَيْها يَظْهَرُونَ وَ لِبُيُوتِهِمْ أَبْواباً وَ سُرُراً عَلَيْها يَتَّكِؤُنَ وَ زُخْرُفاً وَ إِنْ كُلُّ ذلِكَ لَمَّا مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا- يعنى ان المقتضى الأصلي للكفر متاع الحيوة الدنيا و لو لا مانع كون الناس امة واحدة لاقتضى الكفر كون بيوتهم و أبوابهم و سررهم فضة و ذهبا- قال عليه الصلاة و السلام الدنيا ملعونة و ملعون ما فيها الا ذكر اللّه و ما والاه و عالما و متعلما- رواه ابن ماجة عن ابى هريرة و الطبراني بسند صحيح في الأوسط- و في الكبير بسند صحيح عن ابى الدرداء بلفظ الا ما ابتغى به وجه اللّه عز و جل ثُمَّ أَضْطَرُّهُ اى ألجئه و الزه لزة المضطر لكفره و صرفه المتاع فى غير مرضات ربه معطوف على أمتعة إِلى عَذابِ النَّارِ وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ (١٢٦) هو اى العذاب قال مجاهد وجد عند المقام مكتوبا انا اللّه ذوبكة صنعتها يوم خلقت الشمس و القمر و حرمتها يوم خلقت السموات و الأرض و حففتها بسبعة املاك يأتيها رزقها من ثلثة سبل مبارك لها في اللحم و الماء-. |
﴿ ١٢٦ ﴾