١٢٨ رَبَّنا وَ اجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ اى منقادين لجميع او أمرك ظاهرا و باطنا قال عليه الصلاة و السلام المسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده- متفق عليه من حديث عبد اللّه بن عمر و المعنى من لا يصدر عنه معصية فيسلم هو من عذاب اللّه و يسلم غيره من إيذائه او من خبث صحبته و هذا هو الإسلام الكامل المعبر بالإسلام الحقيقي و لا يتصور الا بعد اطمينان النفس وَ مِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ من للتبعيض دعوالهم بشفقة الابوة و خصا «١» بعضهم لما علما مما سبق ان يكون بعضهم كفارا- و يحتمل ان يكون من للبيان فصل به بين العاطف و المعطوف كما في قوله تعالى خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَ مِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ- وَ أَرِنا اى عرّفنا أصله أرانا على وزن اكفنا- قرا ابن كثير و ابو شعيب أرنا و أرنى ساكن الراء حيث وقع بحذف الهمزة مع كسرتها للتخفيف و قرا ابو عمر بالاختلاس و الباقون مكسور الراء بحذف الهمزة بعد نقل بعض حركتها او كلها الى الراء (١) فى الأصل خص- مَناسِكَنا اى شرائع ديننا و اعلام حجنا و النسك في الأصل غاية العبادة شاع في الحج لما فيه من الكلفة غالبا- قال البغوي فاجاب اللّه دعوتهما و بعث جبرئيل فاراهما المناسك في يوم عرفة فلما بلغا عرفات قال عرفت يا ابراهيم قال نعم فسمى الوقت و المكان عرفة وَ تُبْ عَلَيْنا قالا ذلك الدعاء هضما لانفسهما و إرشادا لذريتهما إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (١٢٨) لمن تاب إليك. |
﴿ ١٢٨ ﴾