١٥٢

فَاذْكُرُونِي «١» قرا ابن كثير بفتح الياء و الباقون بالإسكان

أَذْكُرْكُمْ- عن ابى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم انا عند ظن عبدى بي و انا معه إذا ذكرنى فان ذكرنى في نفسه ذكرته في نفسى و ان ذكرنى في ملإ ذكرته في ملا خير منه و ان تقرب الى شبرا تقرّبت اليه ذراعا و ان تقرب الى ذراعا تقربت اليه باعا و ان أتاني يمشى أتيته هرولة متفق عليه-

(١) اخرج ابو الشيخ و الديلمي في مسند الفردوس من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فى قوله فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ- يقول اذكروني يا معشر العباد بطاعتي أذكركم بمغفرتى-

و روى البغوي عن انس عنه و فيه قال سمعت هذا الحديث من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عدد انا ملى هذه العشرة- و عن عبد اللّه بن شقيق عنه صلى اللّه عليه و سلم قال ما من ادعى الا لقلبه بيتان في أحدهما الملك و في الاخر الشيطان فاذا ذكر اللّه خنس و إذا لم يذكر اللّه وضع الشيطان منقاره في قلبه فوسوس له- رواه ابن ابى شيبة و عن ابى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سبق المفردون قالوا و ما المفردون يا رسول اللّه قال الذاكرون اللّه كثيرا و الذاكرات- رواه مسلم فاعلم ايها الأخ السعيد ان الذكر عبارة عن طرد الغفلة و الغفلة هى الموجبة للقساوة فكل امر مشروع من قول او فعل او تفكر أريد به وجه اللّه تعالى بالإخلاص و الحضور فهو ذكر و ما كان بلا اخلاص فهو شرك و ما كان بغفلة فغير معتد به قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ- و فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ-

و أفضل الذكر لا اللّه الا اللّه و أفضل الدعاء الحمد للّه- رواه النسائي و الترمذي و ابن ماجة و ابن حبان و مالك بسند صحيح عن جابر عنه صلى اللّه عليه و سلم و عن سمرة بن جندب قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أفضل الكلام اربع سبحان اللّه و الحمد للّه و لا اللّه الا اللّه و اللّه اكبر- رواه مسلم

و في رواية هى أفضل الكلام بعد القران و هى من القران رواه احمد و في الحديث القدسي من شغله القران عن ذكرى و مسئلتى أعطيته أفضل ما اعطى السائلين و فضل كلام اللّه على سائر الكلام كفضل اللّه تعالى على خلقه- رواه الترمذي و الدارمي من حديث ابى سعيد و من أجل ذلك الاخبار اختار الصوفية العلية التهليل بالقلب او باللسان جهرا او اخفاتا

و اما المجدد رضى اللّه عنه فالمختار عنده تلاوة القران لما ذكرنا من فضله و لان القران صفة حقيقية قائمة باللّه تعالى بلا واسطة طرقه بيد اللّه و طرفه بايدينا فمن استهلك فيه فلا مزيد عليه و الصلاة فانها معراج المؤمن- لكن هذا بعد فناء النفس

و اما قبل الفناء فالمختار عنده الاقتصار على النفي و الإثبات لقوله تعالى لا يمسه يعنى القران الا المطهرون يعنى من رذائل النفس و اللّه اعلم

وَ اشْكُرُوا لِي على ما أنعمت عليكم من إرسال الرسول و الهداية و الجذب و توفيق السلوك و غير ذلك

وَ لا تَكْفُرُونِ (١٥٢) بجحد النعم و تكذيب الرسل او عصيان الأمر او اضاعة الوقت و الاعراض عن الذكر-.

﴿ ١٥٢