٢٢١ وَ لا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ و كذا اخرج ابن المنذر و ابن ابى حاتم و الواحدي عن مقاتل- و قال السيوطي ليس هو في نزول هذه الاية انما هو في نزول اية سورة النور الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زانِيَةً الاية كذا أخرجه ابو داود و الترمذي و النسائي من حديث ابن عمر و هذه الاية منسوخة في حق الكتابيات لقوله تعالى وَ الْمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ و هن مشركات حيث يعبدون عزيرا او مسيحا وَ لَأَمَةٌ اى امراة حرة كانت او امة فان الناس عباد اللّه و اماؤه مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَ لَوْ أَعْجَبَتْكُمْ يعني بمالها و جمالها و شمائلها- و الواو للحال و لو بمعنى ان تعليل لما سبق من النهى- قال البغوي نزلت في خنساء وليدة كانت كحذيفة بن اليمان فاعتقها فتزوجها و اخرج الواحدي من طريق الواقدي عن ابى مالك عن ابن عباس انه كانت امة سوداء لعبد اللّه بن رواحة و انه غضب عليها فلطمها ثم فزع فاتى النبي صلى اللّه عليه و سلم فاخبره بذلك فقال له عليه السلام و ما هى يا عبد اللّه فقال هى تشهدان لا اللّه الا اللّه و انك رسول اللّه و تصوم رمضان و تحسن الوضوء و تصلى- فقال هذه مؤمنة- قال عبد اللّه فو الذي بعثك بالحق لاعتقها و لا تزوجها ففعل فطعن عليه ناس من المسلمين و قالوا أ تنكح امة و عرضوا عليه حرة مشركة فانزل اللّه هذه الاية- و يستفاذ من هذه الاية بالقياس ان امرأة تقية ذات اخلاق حسنة و ان كانت فقيرة ذميمة اولى بالنكاح من امراة فاسقة سيئة الأخلاق و ان كانت غنية جميلة- و عن ابى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم تنكح المرأة لاربع لمالها و لحسبها و لجمالها و لدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك- متفق عليه و عن عبد اللّه بن عمر و مرفوعا خير متاع الدنيا المرأة الصالحة- رواه مسلم و عن ابى سعيد الخدري مرفوعا اتقوا النساء فان أول فتنة بنى إسرائيل كانت في النساء رواه مسلم- وَ لا تَنْكِحُوا مسلمة حذف احدى المفعولين و الخطاب الى الأولياء او الى الحكام يعنى امنعوهن عن نكاح المشركين الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا- هذه الاية محكمة لا يجوز نكاح المؤمنة بالمشرك كتابيا كان او غيره اجماعا وَ لَعَبْدٌ اى رجل مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَ لَوْ أَعْجَبَكُمْ بماله او جاهه او غير ذلك أُولئِكَ يعنى المشركات و المشركين يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ اى الى الكفر و المعاصي فان للصحبة و الموالات تأثير في النفوس يصير المرء على دين خليله و جليسه وَ اللّه يَدْعُوا على لسان رسله- او المعنى و اولياء اللّه حذف المضاف و أقيم المضاف اليه مقامه تفخيما لشأنهم إِلَى الْجَنَّةِ وَ الْمَغْفِرَةِ يعنى الى اعتقادات و اعمال توجب الجنة و المغفرة فاولياء اللّه أحق بالمواصلة بِإِذْنِهِ بتوفيقه و تيسيره او لقضائه و إرادته وَ يُبَيِّنُ آياتِهِ او امره و نواهيه لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٢١٢) لكى يتذكروا او ليكونوا بحيث يرجى منهم التذكر و اللّه اعلم روى البخاري و مسلم و الترمذي عن انس ان اليهود كانوا إذا حاضت المرأة منهم لم يؤاكلوها و لم يجامعوها في البيوت فسأل اصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم عن ذلك- و اخرج «١» عن ابن عباس ان السائل ثابت بن الدحداح- و اخرج ابن جرير عن السدى نحوه فانزل اللّه تعالى. (١) هكذا بياض في الأصل ١٢ |
﴿ ٢٢١ ﴾