٢٤٣ أَ لَمْ تَرَ تعجيب و تشويق لاستماع ما بعده فصار مثلا في التعجيب و يخاطب به من لم ير و لم يسمع قبل- او هو تقرير لمن سمع قصتهم من اهل الكتاب و ارباب التواريخ او المعنى الم تعلم باعلامى إياك و فيه ايضا تعجيب و هكذا التأويل في كل ما ورد في القران لفظ الم تر و لم يره النبي صلى اللّه عليه و سلم إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَ هُمْ أُلُوفٌ قال عطاء الخراسانى ثلاثة آلاف و قال وهب اربعة آلاف كذا أخرجه الحاكم و صححه من ابن عباس و قيل ثمانية آلاف و قال السدىّ بضعة و ثلاثين الفا و قال ابن جريح أربعين الفا- و اخرج ابن جرير من طريق منقطع عن ابن عباس أربعون الفا و ثمانية آلاف و قال عطاء «١» بن رباح سبعين الفا- و قيل المراد به و هم مؤتلفة قلوبهم من الالفة حَذَرَ الْمَوْتِ مفعول له قال البغوي ان اهل داوردان قرية قبل واسط وقع بها طاعون فخرجت طائفة منها و بقيت طائفة فهلك اكثر من بقي في القرية و سلم الذين خرجوا- فلما ارتفع الطاعون رجعوا سالمين فقال الذين بقوا أصحابنا كانوا احزم منالو صنعنا كما صنعوا لبقينا و لئن وقع الطاعون ثانيا لنخرجن الى ارض لا وباء بها فوقع الطاعون من قابل فهرب عامة أهلها و خرجوا حتى نزلوا واديا افيح فلما نزلوا المكان الذي يبتغون فيها النجاة ناداهم ملك من أسفل الوادي و اخر من أعلاه ان موتوا فماتوا جميعا كذا اخرج ابن ابى حاتم عن ابن عباس و روى احمد و البخاري و مسلم و النسائي عن اسامة بن زيد عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال إذا سمعتم بالطاعون في ارض فلا تدخلوا عليه و إذا وقع بأرض فلا تخرجوا منها و أنتم فرار منه و روى البغوي بسنده ان عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه خرج الى الشام فلما جاء سرغ بلغه ان الوباء قد بلغ بالشام فاخبره عبد الرحمن بن عوف ان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال إذا سمعتم بأرض الحديث فرجع عمر من سرغ و قال الكلبي و مقاتل و الضحاك انما فروا من الجهاد و ذلك ان ملكا من ملوك بنى إسرائيل أمرهم ان يخرجوا الى قتال عدوهم فعسكروا ثم جبنوا و كرهوا الموت و اعتلوا و قالوا لملكهم ان الأرض التي تأتيها بها الوباء فلا نأتيها حتى ينقطع منه الوباء فارسل اللّه عليهم الموت فخرجوا من ديارهم فرارا من الموت فلما راى الملك ذلك قال اللّهم رب يعقوب و اللّه موسى قد ترى معصية عبادك فارهم اية من أنفسهم حتى يعلموا انهم لا (١) عطاء بن ابى رباح- ابو محمد عفا اللّه عنه. يستطيعون الفرار منك فَقالَ لَهُمُ اللّه عقوبة لهم مُوتُوا امر تحويل فماتوا جميعا و ماتت دوابهم كموت رجل واحد فخرج إليهم الناس فعجزوا عن دفنهم فحظروا عليهم حظيرة دون السباع و تركهم فيها فاتت على ذلك مدة قيل ثمانية ايام و قيل حتى بليت أجسادهم و عريت عظامهم ثُمَّ أَحْياهُمْ اللّه تعالى عطف على محذوف يدل عليه قوله موتوا يعنى فماتوا اخرج ابن جرير من طريق السدىّ عن ابى مالك انه مر حزقيل عليه السلام على اهل داوردان و قد عريت عظامهم و تفرقت أوصالهم فتعجب من ذلك- فاوحى اللّه اليه ناد فيهم ان قوموا بإذن اللّه فنادى فقاموا و حزقيل بن يوزى كان ثالث خلفاء بنى إسرائيل بعد موسى عليه السلام قال الحسن و مقاتل هو ذو الكفل سمى به لانه تكفل بسبعين نبيا و أنجاهم من القتل و قال مقاتل و الكلبي هم كانوا قوم حزقيل «١» فلما أصابهم ذلك خرج حزقيل في طلبهم فوجدهم موتى فبكى و قال يا رب كنت في قوم يحمدونك و يسبحونك و يقدسونك و يكبرونك و يهللونك فبقيت وحيد الا قوم لى فاوحى اللّه اليه انى جعلت حياتهم إليك فقال أحيوا بإذن اللّه فعاشوا- قال مجاهد انهم قالوا حين أحيوا سبحانك «٢» ربنا و نحمدك لآله الّا أنت- فرجعوا الى قومهم و عاشوا دهرا؟؟ الموت على وجوههم لا يلبسون ثوبا الا عاد و سما مثل الكفن حتى ماتوا لاجالهم التي كتبت لهم- قال ابن عباس فانها ليوجد اليوم في ذلك السبط من اليهود تلك الريح قال قتادة مقتهم اللّه على فرارهم من الموت فاماتهم عقوبة ثم بعثهم ليستوفوا اجالهم و لو جاءت اجالهم ما بعثوا إِنَّ اللّه لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ حيث أحياهم ليعتبروا و يفوزوا و قص عليكم حالهم لتستبصروا- و المراد به فضل اللّه على الناس كافة يعنى في الدنيا بقرينة قوله تعالى وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ يعنى الكفار لا يَشْكُرُونَ (٢٤٣) ذكر اللّه تعالى هذه القصة حثا للمؤمنين على التوكل و الاستسلام للقضاء و تشجيعا على الجهاد فكانه تمهيد لقوله تعالى. (١) عن اشعث بن اسلم البصري قال بينما عمر يصلى و يهوديان خلفه قال أحدهما لصاحبه هو هو قالا انا نجده فى كتابنا قرنا من حديد يعطى ما يعطى حزقيل الذي أحيا الموتى بإذن اللّه- فقال عمر ما نجد في كتاب اللّه حزقيل و لا أحيا الموتى بإذن اللّه الا عيسى قالا اما تجد في كتاب اللّه رسلا لم نقصصهم فقال عمر بلى قالا اما احياء الموتى فنحدثك ان بنى إسرائيل وقع عليهم الوباء فخرج منهم قوم حتى إذا كانوا على ميل أماتهم اللّه فبنوا عليهم حائطا حتى إذا بليت عظامهم بعث اللّه حزقيل فقام عليهم فقال ما شاء اللّه فبعثهم اللّه فانزل اللّه في ذلك أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ- منه رحمه اللّه. (٢) فى الأصل سبحان ربنا. |
﴿ ٢٤٣ ﴾