٢٤٥ مَنْ ذَا الَّذِي من استفهامية مرفوعة المحل بالابتداء و ذا خبره و الذي صفة ذا او بدله يُقْرِضُ اللّه القرض في اللغة القطع سمى به ما يعطى من ماله شيئا لاخر ليرجع اليه مثله لان فيه قطع من ماله- و المراد هاهنا بالقرض اما حقيقته فيكون فى الكلام تجوز بتقدير المضاف اى يقرض عباد اللّه كما جاء في الحديث عن ابى هريرة مرفوعا ان اللّه يقول يوم القيامة يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمنى قال يا رب كيف أطعمك و أنت رب العالمين قال استطعمك عبدى فلان فلم تطعمه اما علمت انك لو أطعمته لوجدتّ ذلك عندى الحديث رواه مسلم و في فضيلة القرض أحاديث منها حديث ابن مسعود عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال كل قرض صدقة رواه الطبراني بسند حسن- و البيهقي و عنه ان النبي صلى اللّه عليه و سلم قال ما من مسلم يقرض مسلما قرضا مرة الا كان كصدقته مرتين رواه ابن ماجة و صححه ابن حبان و أخرجه البيهقي مرفوعا و موقوفا- و اما مجازه و هو تقديم عمل صالح يطلب به ثوابه و يدل عليه ما ذكرنا من حديث البخاري في سبب النزول قَرْضاً حَسَناً منصوب على المفعولية اى مقرضا حلالا طيبا- او على المصدرية اى قرضا مقرونا بالإخلاص و طيب النفس و اخرج ابن ابى حاتم عن عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه انه قال القرض الحسن المجاهدة و الانفاق في سبيل اللّه فَيُضاعِفَهُ لَهُ يعنى يضاعف اللّه جزاءه قرا ابن كثير و ابو جعفر و ابن عامر و يعقوب فيضعّفه و بابه بالتشديد حيث وقع و وافقهم ابو عمرو في سورة الأحزاب- و التشديد للتكثير و قرا الباقون بالألف على المفاعلة للمبالغة- و قرا ابن عامر و عاصم و يعقوب بالنصب و كذلك في سورة الحديد على جواب الاستفهام بإضمار أن و الباقون بالرفع عطفا على يقرض- فههنا اربع قراءات قرا ابن كثير و ابو جعفر فيضعّفه بالرفع و ابن عامر و يعقوب بالنصب و عاصم فيضعفه بالنصب و الباقون بالرفع أَضْعافاً جمع ضعف و نصبه على الحال من الضمير المنصوب او على المفعول الثاني لتضمن المضاعفة معنى التصيير او على المصدر على ان الضعف اسم المصدر و جمعه للتنويع كَثِيرَةً قال السدىّ هذا التضعيف لا يعلمه الا اللّه و قيل الواحد بسبع مائة و الاول أصح لما ذكرنا من حديث البخاري في سبب النزول وَ اللّه يَقْبِضُ وَ يَبْصُطُ قرا ابو عمرو و قنبل و حفص و هشام و حمزة بخلاف عن خلاد و يبسط هاهنا و بسطة في الأعراف بالسين و الباقون بالصاد- اى يقبض الرزق لمن يشاء و يبصط لمن يشاء فلا تبخلوا في التصدق كيلا يبدل حالكم عن ابى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما من يوم يصبح العباد فيه الا ملكان ينزلان من السماء فيقول أحدهما اللّهم أعط منفقا خلفا و يقول الاخر اللّهم أعط ممسكا تلفا متفق عليه و قيل هذا في القلوب لما أمرهم اللّه بالصدقة أخبرهم بانهم لا يمكنهم ذلك الا بتوفيقه يعنى يقبض بعض القلوب فلا ينشط للخير و يبسط بعضها فيقدم لنفسه خيرا عن ابى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مثل البخيل و المتصدق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد قد اضطرت أيديهما الى ثديهما و تراقيهما فجعل المتصدق كلما تصدق بصدقة انبسطت عنه و جعل البخيل كلما هم بصدقة قلصت و أخذت كل حلقة بمكانها متفق عليه و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء و قيل يقبض الصدقات و يبسط في الجزاء و الثواب عن ابى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب و لا يقبل اللّه الا الطيب فان اللّه يتقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربى أحدكم فلوه حتى يكون مثل الجبل متفق عليه و قيل اللّه يقبض الأرواح و الأنفس حين موتها و التّي لم تمت في منامها فيمسك الّتى قضى عليها الموت و يبسط «١» الاخرى الى أجل مسمّى وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٢٤٥) بعد الموت فيجازيكم على ما قدمتم من أعمالكم- قال قتادة الهاء راجعة الى التراب كناية عن غير مذكور اى الى التراب ترجعون-. (١) و في القران و يرسل الاخرى [.....]. |
﴿ ٢٤٥ ﴾