٢٤٦

أَ لَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ هى الجماعة من وجوه الناس و اشرافهم يجتمعون للتشاور لا واحد له من لفظه كالقوم و جمعه إملاء

مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ مِنْ بَعْدِ موت مُوسى إِذْ قالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ قال قتادة هو يوشع بن نون و قال السدى شمعون و الأكثر انه اشموئيل قال وهب و ابن ابى إسحاق و الكلبي و غيرهم انه لما مات موسى خلف في بنى إسرائيل يوشع فمات فخلف فيهم كالب فمات فخلف حزقيل فلما مات و عظمت فى بنى إسرائيل الأحداث و نسوا عهد اللّه حتى عبدوا الأوثان بعث اللّه تعالى الياس بتجديد ما نسوا من التورية ثم خلقه اليسع فمات و خلفت فيهم خلوف و عظمت الخطايا و ظهر عليهم عدوهم العمالقة فوم جالوت ساكنوا ساحل البحر بين مصر و فلسطين غلبوا على ارضهم و سبوا ذراريهم و أسروا من أبناء ملوكهم اربعمائة و أربعين غلاما و ضربوا عليهم الجزية و أخذوا توراتهم و لقى بنوا إسرائيل منهم شدة و لم يكن نبى يدبر أمرهم و كان سبط النبوة لم يبق منهم الا امراة حبلى فولدت غلاما فسمته اشموئيل فاسلمته لتعلم التورية في بيت المقدس و كفله شيخ من علمائهم فلما بلغ الغلام أتاه جبرئيل و هو نائم عند الشيخ فدعاه جبرئيل بلحن الشيخ يا اشموئيل فقام الغلام فزعا الى الشيخ فقال يا أبتاه دعوتنى فكره الشيخ ان يقول لا فيفزع الغلام فقال يا بنى ارجع فنم فنام ثم دعاه الثانية فقال الغلام دعوتنى قال ان دعوتك ثالثا فلا تجبنى فلما كانت الثالثة ظهر له جبرئيل و قال اذهب الى قومك فبلغهم رسالة ربك فان اللّه قد بعثك نبيا فكذبوه و قالوا ان كنت صادقا

ابْعَثْ لَنا مَلِكاً نُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّه جزم على جواب الأمر و كان قوام أمرهم بالملوك و هم كانوا يطيعون الأنبياء

قالَ لهم اشموئيل هَلْ عَسَيْتُمْ قرا نافع هاهنا و في سورة القتال عسيتم بكسر السين في كل القران و الباقون بالفتح ادخل هل على فعل التوقع مستفهما عما هو متوقع عنده تقريرا و تثبيتا

إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ شرط وقع بين الجملة الجزائية

أَلَّا تُقاتِلُوا خبر عسى و المعنى ان كتب عليكم القتال أتوقع ان لا تقاتلوا مع ذلك الملك

قالُوا وَ ما لَنا أَلَّا نُقاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّه قال الأخفش ان هاهنا زائدة و معناه و مالنا لا تقاتل و قال الكسائي معناه ما يمنعنا ان نقاتل و الصحيح ان مالك لا تفعل و مالك ان لا تفعل لغتان صحيحتان

وَ قَدْ أُخْرِجْنا يعنى قد اخرج من اسرمنا

مِنْ دِيارِنا وَ أَبْنائِنا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ و هم الذين جاوزوا النهر كما سيجيئ

وَ اللّه عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (٢٤٦) وعيد على ترك الجهاد فسال اشموئيل ربه ان يبعث لهم ملكا فاتى بعصا و قرن فيه دهن القدس فمن كان طوله طول هذا العصا و؟؟ نش الدّهن الذي في القرن إذا دخل فدهّن به رأسه و ملّكه على بنى إسرائيل فبينا طالوت إذا ضل حمره و خرج في طلبه و كان دبّاغا او سقاء دخل بيت اشموئيل ليسئله عن الحمر إذ نش الدهن فقام اشموئيل فقاس طالوت بالعصا فكان على طولها فدهّن رأسه و ملّكه.

﴿ ٢٤٦