٢٧١

إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ اى تظهروها «١» لا على قصد الرياء فَنِعِمَّا هِيَ اى فنعم شيئا ابداؤها- قرا ابن كثير و ورش و حفص هنا و في النساء بكسر النون و العين- و قالون و ابو بكر و ابو عمرو بكسر النون و إخفاء حركة العين و يجوز إسكانها و الباقون بفتح النون و كسر العين و كلها لغات صحيحة وَ إِنْ تُخْفُوها وَ تُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ مع الإخفاء فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ و أفضل من الصدقة العلانية عن ابى امامة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صدقة السّر تطفئ غضب الرب و صلة الرحم تزيد في العمر- رواه الطبراني بسند حسن- و عن ابى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم- سبعة يظلهم اللّه في ظله يوم لا ظل الا ظله امام عادل- و شاب نشأ في عبادة اللّه- و رجل قلبه معلق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود اليه- و رجلان تحابا في اللّه عز و جل اجتمعا على ذلك و تفرقا- و رجل ذكر اللّه خاليا ففاضت عيناه- و رجل دعته امراة ذات حسب و جمال فقال انى أخاف اللّه تعالى- و رجل تصدق بصدقة فاخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه- متفق عليه و عن ابن مسعود يرفعه قال ثلاثة يحبهم اللّه رجل قام من الليل يتلو كتاب اللّه- و رجل تصدق بصدقة بيمينه يخفيها (أراه قال) من شماله و رجل كان في سرية فانهزم أصحابه فاستقبل العدو- رواه الترمذي- و عن ابى ذر قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثلاثة يحبهم اللّه و ثلاثة يبغضهم «٢» اللّه فاما الذين يحبهم اللّه فرجل اتى قوما فسالهم باللّه لم يسئلهم لقرابة بينه و بينهم فمنعوه فتخلف رجل بأعيانهم فاعطاه سرا لا يعلم عطيته الا اللّه و الذي أعطاه و قوم ساروا ليلتهم حتى إذا كان النوم أحب إليهم مما يعدل به فوضعوا رؤسهم فقام يتملقنى و يتلوا آياتي و رجل كان في سرية فلقى العدو فهزموا فاقبل بصدر حتى يقتل او يفتح له- و الثلاثة الذي يبغضهم الشيخ الزاني و الفقير المختال و الغنى الظلوم- رواه

(١) عن الشعبي قال نزلت هذه الاية ان تبدوا الصّدقت فنعمّا هى الاية في ابى بكر الصديق و عمر جاء عمر بنصف ماله يحمله الى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على رءوس الناس و جاء ابو بكر بماله اجمع يكاد ان يخفيه من نفسه فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم- ما تركت لاهلك- قال عدة اللّه و عدة رسوله فقال عمر لابى بكر ما استبقنا الى باب خير قط الا سبقتنا اليه منه رحمه اللّه.

(٢) فى الأصل يبغضهم.

الترمذي و النسائي وَ يُكَفِّرُ قرا ابن كثير و ابو عمرو و ابو بكر بالنون على صيغة المتكلم المعلوم و الرفع

و قرا حفص و ابن عامر بالياء على صيغة الغائب و الرفع على انه جملة فعلية مبتدئة او اسمية معطوفة على ما بعد الفاء اى و نحن نكفر او اللّه يكفر او يكفر اللّه-

و قرا نافع و حمزة و الكسائي بالنون و الجزم على انه معطوف على محل الفاء لان موضعها موضع الجزم بالجزاء عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئاتِكُمْ قيل من زائدة و قيل هو للتبعيض اى يكفر الصغائر من الذنوب قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صدقة السر تطفى الذنب- رواه الطبراني في الصغير من حديث ابى سعيد وَ اللّه بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (٢٧١) ترغيب في الاسرار روى النسائي و الطبراني و البزار و الحاكم و غيرهم عن ابن عباس قال كانوا يكرهون ان يرضحوا لانسابهم من المشركين فسالوا فرخص لهم فنزلت ليس عليك هدهم- و كذا روى ابن ابى شيبة عن محمد بن حنفية مرسلا

و اخرج ابن ابى حاتم عنه ان النبي صلى اللّه عليه و سلم كان يأمر ان لا يتصدق الا على اهل الإسلام فنزلت-.

﴿ ٢٧١