٤ مِنْ قَبْلُ اى قبل تنزيل القران حتى يستعد الناس للايمان به هُدىً لِلنَّاسِ اى لجميع الناس و لا وجه لتخصيص الناس بقوم موسى و عيسى عليهما السلام فان الكتب السماوية كلها تدعوا جميع الناس الى التوحيد و الايمان بجميع الأنبياء و توجب العلم بالمبدأ و المعاد و تهدى الى سبيل الرشاد من امتثال أوامر اللّه تعالى و الانتهاء عن المناهي- و تخبر التورية و الإنجيل و الزبور عن بعثة محمد صلى اللّه عليه و سلم و كون بعض الآيات منها منسوخة فى فروع الأعمال فى بعض الأحيان لا ينافى كونها هدى كما ان بعض آيات القران نسخت بالبعض فان النسخ لبيان مدة الحكم فالاية حجة لنا على ان شرائع من قبلنا يلزمنا على انه شريعة لنبينا صلى اللّه عليه و سلم و قال الشافعي لا يلزمنا- و قوله هدى حال من التورية و الإنجيل حمل عليهما للمبالغة او بتأويل اسم الفاعل و لم يثن لانه مصدر وَ أَنْزَلَ الْفُرْقانَ ٥ اى جنس الكتب الالهية و اللام للاستغراق- ذكر ذلك بعد الكتب الثلاثة ليعم ما عداها كانّه قال و انزل سائر الكتب الفارقة بين الحق و الباطل- او المراد به القران و كرر ذكره مدحا و تعظيما و اظهار الفضلة فانه يشارك و الجميع فى كونه منزلا من اللّه تعالى يتميز عما عداها باعجاز اللفظ الموجب للفرق بين المحق و المبطل- و انما أعاد انزل لبعد المعطوف عليه و لئلا يلتبس بالعطف على هدى مفعولا له او اشارة الى ان للقران انزالا يعنى الى السماء الدنيا ليلة القدر و تنزيلا نجما نجما على حسب الحوادث و قال السدى فى الاية تقديم و تأخير تقديرها و انزل التورية و الإنجيل من قبل و الفرقان هدى للناس إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللّه المنزلة فى شى ء من الكتب لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ بسبب كفرهم كما يعترف به اهل الكتاب وَ اللّه عَزِيزٌ غالب لا يمنعه من التعذيب أحد ذُو انْتِقامٍ (٤) لا يقدر على مثله منتقم و النقمة عقوبة المجرم و الفعل منه نقم بفتح العين و الكسر- وعيد بعد تقرير التوحيد و الاشارة الى صدق الرسول بمطابقة ما جاء به الكتب السماوية و كونه معجزا-. |
﴿ ٤ ﴾