٨

رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا و لا تملها عن الحق كما ازغت قلوب الذين فى قلوبهم زيغ- جاز ان يكون هذا من مقال الراسخين تقديره يقولون امنّا به و يقولون ربّنا إلخ و جاز ان يكون تعليم مسئلة من اللّه تعالى عند البلوغ الى المتشابه بتقدير قولوا رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا بانزال كتابك و وفقتنا بالايمان بالمحكم و المتشابه و بعد منصوب على الظرفية و إذ فى موضع الجر بإضافته اليه و قيل إذ هاهنا بمعنى ان المصدرية وَ هَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً توفيقا و تثبيتا إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (٨) لكل مسئول فيه دليل على ان الهدى و الضلالة من اللّه تعالى بتوفيقه او خذلانه و انه المتفضل على عباده لا يجب عليه شى ء عن النواس بن سمعان قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما من قلب الا و هو بين إصبعين من أصابع الرحمن إذا شاء ان يقيمه اقامه و ان شاء ازاغه و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك و الميزان بيد الرحمن جل جلاله يرفع قوما و يضع آخرين الى يوم القيامة رواه البغوي و روى نحوه احمد و الترمذي من حديث أم سلمة و مسلم من حديث عبد اللّه بن عمرو و الترمذي و ابن ماجة من حديث انس- و فى الصحيحين من حديث عائشة و عن ابى موسى الأشعري قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مثل القلب كريشة بأرض فلاة يقلبها الرياح ظهرا ببطن رواه احمد.

﴿ ٨