١١

كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ دأب مصدر من داب فى العمل إذا كدح فيه و الجار و المجرور فى محل الرفع خبر مبتدا محذوف تقديره دأبهم كدأب ال فرعون و معناه فعلهم و صنيعهم فى الكفر و تكذيب الرسل كفعل ال فرعون كذا قال ابن عباس و عكرمة و مجاهد- و قيل هو منقول من معنى الفعل الى معنى الشأن- و قال ابو عبيدة معناه كسنة ال فرعون و قال الأخفش كامر ال فرعون و شأنهم و قال النصر بن شميل كعادة ال فرعون يعنى عادة هؤلاء الكفار و طريقتهم و شأنهم فى تكذيب الرسل و نزول العذاب كشأن ال فرعون و طريقتهم و سنتهم و جاز ان يكون الجار و المجرور متصلا بما قبله يعنى توقد بهم النار كما توقد بال فرعون فوقود النار بهم بضم الواو شأنهم كما هو شان ال فرعون و لن تغنى عنهم أموالهم و لا أولادهم كما لم يغن بال فرعون فيكون شأنهم كشأنهم عند حلول العذاب وَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مثل عاد و ثمود و قوم لوط معطوف على ال فرعون و حينئذ قوله تعالى كَذَّبُوا اما حال بتقدير قد او استيناف لبيان حالهم كانّه فى جواب ما شأنهم و جاز ان يكون الموصول مبتدا و ما بعده خبره بِآياتِنا فَأَخَذَهُمُ اللّه و عاقبهم بِذُنُوبِهِمْ اى بسبب ذنوبهم وَ اللّه شَدِيدُ الْعِقابِ (١١) شديد عقابه- روى ابو داود فى سننه و ابن جرير و البيهقي فى الدلائل من طريق ابن إسحاق عن محمد بن ابى محمد عن سعيد بن جبير و عكرمة عن ابن عباس قال لما أصاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من اهل بدر ما أصاب و رجع الى المدينة جمع اليهود فى سوق بنى قينقاع و قال يا معشر يهود اسلموا قبل ان يصيبكم مثل ما أصاب قريشا فقالوا يا محمد لا يغرنك من نفسك ان قتلت نفرا من قريش كانوا أغمارا «١» لا يعرفون القتال انك لو قاتلتنا لعرفت انا نحن الناس و انك لم تلق مثلنا فانزل اللّه.

(١) الأغمار جمع غمر بالضم و هو الجاهل الغر الذي لم يجرب الأمور- نهايه منه رح.

﴿ ١١