١٨

شَهِدَ اللّه اى بيّن بنصب الدلائل العقلية و إنزال الآيات السمعية أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ حكى البغوي عن الكلبي قال قدم حبران من أحبار الشام على النبي صلى اللّه عليه و سلم فلما ابصرا المدينة قال أحدهما لصاحبه ما أشبه هذه المدينة بصفة مدينة النبي الذي يخرج فى اخر الزمان فلما دخلا عليه عرفاه بالصفة فقالا له أنت محمد قال نعم قالا و أنت احمد قال انا محمد و احمد قالا فانا نسئلك عن شى ء فان اخبرتنا أمنا بك و صدقناك فقال سلا فقالا أخبرنا عن أعظم شهادة فى كتاب اللّه عز و جل فانزل اللّه تعالى هذه الاية فاسلم الرجلان قال ابن عباس خلق اللّه الأرواح قبل الأجساد باربعة آلاف سنة و خلق الأرزاق قبل الأرواح باربعة آلاف سنة فشهد بنفسه لنفسه قبل ان خلق الخلق حين كان و لم يكن سماء و لا ارض و لا بحر و لا بر فقال شَهِدَ اللّه أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ و شهدت الْمَلائِكَةُ وَ أُولُوا الْعِلْمِ يعنى مؤمنى الانس و الجن كلهم أمنوا بالجنان و شهدوا بتوحيد اللّه تعالى باللسان قائِماً بتدبير مصنوعاته منصوب على الحال من اللّه فاعل شهد و جاز لعدم اللبس يعنى شهد اللّه فى حال قيامه بتدبير مصنوعاته فان قيامه عليه كذلك دليل واضح على توحيده- او على الحال من هو و العامل فيها معنى الجملة اى تفرد قائما- او احقه لانه حال مؤكدة- او على المدح و على هذا يكون مندرجا فى المشهود به- و جاز ان يكون مفعولا للعلم اى أولوا المعرفة قائما بِالْقِسْطِ اى متلبسا بالعدل فى قسمه و حكمه لا يتصور منه الظلم لانه مالك الملك يتصرف فى ملكه كيف يشاء فلا يجب عليه ثواب المطيع بل ذلك بفضل منه و لا عذاب العاصي فانه يغفر لمن يشاء فلا دليل فيه للمعتزلة لا إِلهَ إِلَّا هُوَ كرره للتأكيد و مزيد الاعتناء بمعرفة ادلة التوحيد و الحكم به بعد اقامة الحجة الْعَزِيزُ فى ملكه الْحَكِيمُ (١٨) فى صنعه صفتان للّه فاعل شهد او بدلان من هو قدم العزيز لتقدم العلم بقدرته على العلم بحكمته-.

﴿ ١٨