١٩ إِنَّ الدِّينَ المرضى عِنْدَ اللّه هو الْإِسْلامُ قرا الكسائي بفتح انّ على انه بدل الكل ان فسر الإسلام بالايمان قال قتادة شهادة ان لا اله الا اللّه و الإقرار بما جاء به الرسل من عند اللّه و هو دين اللّه الذي شرعه لنفسه و بعث به رسله و دل عليه أولياءه و لا يقبل غيره و لا يجزى الا به- او فسر بما يتضمنه قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الإسلام ان تشهد ان لا اله الا اللّه و ان محمدا رسول اللّه و تقيم الصلاة و تؤتى الزكوة و تصوم رمضان و تحج البيت ان استطعت اليه سبيلا متفق عليه من حديث عمر فى حديث طويل قصة سوال جبرئيل- و بدل اشتمال ان فسر الإسلام بالشريعة المحمدية فانه الدين المرضى عند اللّه فى هذا الزمان بعد نسخ الأديان المنزلة من اللّه تعالى سابقا قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لو كان موسى حياما وسعه الا اتباع رواه احمد و البيهقي من حديث جابر- و قرا الجمهور بكسر انّ على انه كلام مبتدا عن الأعمش انه قام من الليل يتهجد فمر بهذه الاية شَهِدَ اللّه الاية ثم قال و انا اشهد بما شهد اللّه به و استودع اللّه هذه الشهادة و هى لى عند اللّه وديعة إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللّه الْإِسْلامُ فلما فرغ من صلاته سئل عنه فقال حدثنى ابو وائل عن عبد اللّه قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يجاء بصاحبها يوم القيامة فيقول اللّه ان لعبدى هذا عندى عهدا و أنا أحق من وفى العهد ادخلوا عبدى الجنة رواه البغوي بسنده و أخرجه الطبراني و البيهقي فى الشعب بسند ضعيف وَ مَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ يعنى اليهود و النصارى فى نبوة محمد صلى اللّه عليه و سلم و حقية الإسلام حتى نفاه بعضهم و قال بعضهم انه مخصوص بالعرب إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بانّ الدّين عند اللّه الإسلام حيث بين اللّه ذلك فى التورية و الإنجيل بَغْياً منصوب على العلية بَيْنَهُمْ ظرف مستقر صفة لبغيا يعنى ما تركوا الحق و اختلفوا بشبهة و خفاء فى الأمر بل بعد العلم بكونه حقا لاجل بغى و حسد مستقر بينهم و لاجل طلب الملك و الرياسة- و اخرج ابن جرير عن محمد بن جعفر انها نزلت فى نصارى نجران و معناها وَ مَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ يعنى الإنجيل فى امر عيسى عليه السلام حتى قال بعضهم انه ابن اللّه إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بان اللّه واحد لم يلد و ان عيسى عبده و رسوله بَغْياً بَيْنَهُمْ اى معاداة لليهود و مخالفة لهم حيث أنكروا نبوته و بهتوا امه بعد ما جاءهم العلم فى التورية انه عبده و رسوله و اخرج ابن ابى حاتم عن الربيع ان موسى عليه السلام لما حضره الموت دعا سبعين رجلا من أحبار بنى إسرائيل فاستودعهم التورية و استخلف يوشع بن نون فلما مضى القرن الاول و الثاني و الثالث وقعت الفرقة بينهم و هم المراد بقوله تعالى وَ مَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ من أبناء أولئك السبعين حتى اهرقوا بينهم الدماء و وقع الشر إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ يعنى بيان ما فى التورية بَغْياً بَيْنَهُمْ فسلط اللّه عليهم الجبابرة وَ مَنْ يَكْفُرْ بِآياتِ اللّه فَإِنَّ اللّه سَرِيعُ الْحِسابِ (١٩) فيجازيه على كفره وعيد لمن كفر منهم. |
﴿ ١٩ ﴾