٢١

إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللّه يعنى اليهود يكفرون بالقران و الإنجيل و آيات التورية التي فيها نعت النبي صلى اللّه عليه و سلم وَ يَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ اى قتل اوائلهم الأنبياء و هم يرضون بفعلهم يريدون ان يفعلوا بالنبي صلى اللّه عليه و سلم ما فعل اوائلهم فقاتلوه و سحروه و جعلوا السم فى طعامه حتى مات به شهيدا حين مات و قد ذكر قصة السحر و للسم فى سورة البقرة بِغَيْرِ حَقٍّ يعنى فى اعتقادهم و الا فقتل النبي لا يكون الا بغير حق و انما حملهم على القتل حب الرياسة و لم يروا منهم ما يجوز به القتل وَ يَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ اى بالعدل مِنَ النَّاسِ و هم اتباع الأنبياء- قرا حمزة يقاتلون من المفاعلة قال ابن جريج كان الوحى يأتى الى أنبياء بنى إسرائيل و لم يكن يأتيهم كتاب فيذكّرون قومهم فيقتلون فيقوم رجال ممن اتبعهم و صدقهم فيذكّرون قومهم فيقتلون ايضا فهم الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ روى البغوي عن ابى عبيدة بن الجراح رضى اللّه عنه قال قلت لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم اىّ الناس أشد عذابا يوم القيامة قال رجل قتل نبيا او رجل امر بالمنكر و نهى عن المعروف ثم قرا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم وَ يَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَ يَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ الى قوله وَ ما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يا أبا عبيدة قتلت بنوا إسرائيل ثلاثة و أربعين نبيا من أول النهار فى ساعة فقام مائة و اثنا عشر رجلا من عباد بنى إسرائيل فامروا من قتلوهم بالمعروف و نهوهم عن المنكر فقتلوا جميعا من اخر النهار فى ذلك اليوم فهم الذين ذكرهم اللّه فى كتابه و انزل الاية فيهم فَبَشِّرْهُمْ اى أخبرهم يا محمد ذكر لفظ البشارة تهكما بهم بِعَذابٍ أَلِيمٍ (٢١) وجيع قال سيبويه جملة فبشرهم لا يصلح ان يكون خبرا لانّ و لا يجوز عنده دخول الفاء على خبران قياسا على خبر ليت و لعل فعلى هذا خبران اما قوله تعالى.

﴿ ٢١