٢٩

قُلْ يا محمد إِنْ تُخْفُوا ما فِي صُدُورِكُمْ اى قلوبكم من مودة الكفار و غيرها أَوْ تُبْدُوهُ قولا او فعلا يَعْلَمْهُ اللّه لا يخفى عليه شى ء و الغرض من الكلام تسوية المبدى و المخفي بالنسبة الى علم اللّه تعالى و الا فالعلم بالمخفي يقتصى العلم بالمبدى بالطريق الاولى فلا حاجة الى ذكره او تبدوه وَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ وَ اللّه عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ

(٣٩) جملة يعلم استيناف غير معطوف على جزاء الشرط و هو فى مقام التعليل لما سبق يعنى إذا لم يخف عليه شى ء فكيف تخفى عليه ضمائركم و اقتصر فى الذكر على علم ما فى السموات و ما فى الأرض لانحصار نظر العوام عليهما و المقصود احاطة علمه تعالى بكل موجود فان وجود كل شى ء مستفاد منه فكيف يخفى عليه شى ء و فى ذكر احاطة علمه تعالى بكل شى ء و قدرته على كل شى ء بيان لقوله تعالى و يحذركم اللّه نفسه لانه متصف بالعلم الشامل و القدرة الكاملة فلا يجوز التجاسر على عصيانه عند العقل- و جاز ان يكون المراد انه تعالى لا يخفى عليه شى ء يمكن به تعذيبكم فى الدنيا و الاخرة و هو على كل شى ء قدير فيعذبكم باىّ شى ء يريد فى الدنيا او فى الاخرة او فيهما و لا شك ان موالاة الكفار و المداهنة فى الدين يستلزم التعذيب فى الدنيا ايضا بضرب المذلة و سلب السلطنة و اللّه اعلم-.

﴿ ٢٩