٣٤

ذُرِّيَّةً فعّيلة من الذر و هى صغار النمل و الياء للنسبة و وجه ذلك انهم استخرجوا من صلب آدم كالذر او فعولة من الذرء بمعنى الخلق أبدلت همزتها ياء ثم قلبت الواو ياء و كسرت ما قبلها و أدغمت فى الياء

و يسمى الأولاد و الآباء ذرية فالاولاد ذرية لانه ذراهم و الآباء ذرية لانه ذرا الأبناء منهم قال اللّه تعالى و اية لهم انّا حملنا «١» ذرّيّتهم فى الفلك المشحون اى آباءهم- و يقع على الواحد و الجمع منصوب على الحالية او البدلية من الآلين او منهما و من نوح بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ مبتدا و خبر فى موضع النصب صفة لذرية يعنى اصطفى نوحا و الآلين حال كونهما خلقة مستخرجة كالذر بعضها كائنة من نسل بعض او بعضها من شيعة بعض فى التناصر و اتحاد الدين كما فى قوله و انّ من شيعته لابرهيم و لو اعتبر فى الذرية معنى الاشتقاق و قد اعتمد على ذى الحال فلا يبعد ان يقال ان بعضها فاعل له و من بعض متعلق به يعنى خلقة مخلوقة او مستخرجة بعضها من بعض- و جاز ان يكون معنى بعضها من بعض ان عادة اللّه تعالى اصطفاء واحد «٢» من قوم فلا ينبغى ان يستبعد قريش اصطفاء النبي صلى اللّه عليه و سلم حال كونه واحدا منهم وَ اللّه سَمِيعٌ يسمع اقوال الناس باستبعاد اصطفاء بعضهم من بعض عَلِيمٌ (٣٤) يعلم من يصلح للاصطفاء- او سميع بقول امراة عمران عليم بنيتها-.

(١) فى الأصل جعلنا لعله من سباق قلم او من الناسخ.

(٢) فى الأصل واحدا- ابو محمد عفا اللّه عنه.

﴿ ٣٤