٤٠ قالَ زكريا مناجيا الى اللّه سبحانه من غير التفات الى جبرئيل رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ صدر هذا القول منه بمقتضى الطبع استبعادا عن مقتضى العادة او استعظاما و تعجبا كل ذلك بمقتضى الطبع فان مقتضى الطبع قد يغلب على مقتضى العقل و الا فالعقل و العلم يحكمان بانه لا استبعاد فى قدرة اللّه تعالى و لا تعجب كما ان موسى عليه السلام اعترض على خضر بعد ما عهد منه و قال ستجدنى ان شاء اللّه صابرا و لا اعصى لك امرا- و قال عكرمة و السدى انه لما سمع نداء الملائكة جاءه الشيطان فقال يا زكريا هذا الصوت ليس من اللّه انما هو من الشيطان و لو كان من اللّه لاوحاه إليك فقال ذلك دفعا للوسوسة و قال الحسن انه قال ذلك استفهاما عن كيفية حدوثه يعنى باىّ وجه يكون لى غلام بان تجعلنى و امراتى شابين و تزيل عقمها او تهب لى الولد من امراة اخرى او تهبه إيانا مع كوننا على حالتنا الاولى وَ قَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ هذا مقلوب اى قد بلغت الكبر و شخت او المعنى أدركني كبر السن و ضعفنى و كان يومئذ ابن سنتين و تسعين سنة كذا قال الكلبي و قال الضحاك كان ابن عشرين و مائة سنة و كانت امرأته بنت ثمان و تسعين سنة وَ امْرَأَتِي عاقِرٌ لا تلد يستوى فيه المذكر و المؤنث قالَ كَذلِكَ اللّه يَفْعَلُ ما يَشاءُ (٣٠) خبر مبتدا محذوف اى الأمر كذلك اى يولد لك مع كونك شيخا و امرأتك عاقرا او خبر و المبتدا اللّه يعنى كذلك اللّه و بيانه يفعل ما يشاء من العجائب او اللّه مبتدا و الجملة بعده خبره و كذلك فى محل النصب على المصدرية يعنى اللّه يفعل ما يشاء فعلا كذلك الفعل اى مثل ما وعدناك و ان كان على خلاف العادة او على الحالية من ما يشاء. |
﴿ ٤٠ ﴾