٦٦

ها أَنْتُمْ قرا نافع و ابو جعفر- ابو محمد و ابو عمرو حيث وقع بالمد من غير همز «١»- و ورش اقل مد او قنبل بالهمز من غير الف بعد الهاء و الباقون بالمد و الهمز- فالبزى يقصر على أصله فى المنفصل و الباقون على أصولهم فى المد- فها للتنبيه على قراءة الكوفيين و من معهم- ابو محمد و البزي و ابن ذكوان و على قراءة قنبل أصله ءانتم أبدلت همزة الاستفهام هاء كقولهم هرقت فى ارقت فصار هانتم و كذا على قراءة ورش غير انه يبدل الهمزة الثانية الفا كما هو مذهبه عند اجتماع الهمزتين إذا كانتا مفتوحتين و على قراءة ابى عمرو و قالون و هشام جاز الأمر ان فان كان أصله ءانتم على الاستفهام أبدلت الهمزة الاولى هاء كما قيل على قراءة قنبل و ورش و زيدت الف فاصلا بين الهمزتين على أصلهم ثم حذفت الهمزة الثانية تخفيفا على قراءة ابى عمرو و قالون و بقيت على قراءة هشام- و ان كان أصله ها أنتم على الخبر فلا تغير فى قراءة هشام و عند ابى عمرو و قالون حذفت الهمزة تخفيفا فالكلام اما استفهام إنكاري- او تنبيه عن حالهم الذي غفلوا عنه- و أنتم مبتدا و هؤُلاءِ خبره و ما بعده جملة اخرى مبيّنة للاولى و جاز ان يكون هؤلاء منادى بحذف حرف النداء و الجملة التالية خبر لانتم تقديره يا هؤلاء أنتم أو ها أنتم حاجَجْتُمْ اى خاصمتم و قيل هؤلاء بمعنى الذي و ما بعده صلته و الموصول مع الصلة خبر لانتم- قال نحاة الكوفة جاز وضع اسم الاشارة موضع الموصول يعنى ءانتم او ها أنتم الذي جادلتم فِيما لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ من امر موسى و عيسى و ادعيتم انكم على دينهم و قد علمتم ما كان دينهم من التورية و الإنجيل و ان كنتم لبستم بعض ما هو فى التورية و الإنجيل من نعت محمد صلى اللّه عليه و سلم و ان دين موسى و عيسى سينسخ بدين محمد النبي الأمي المبعوث فى اخر الزمان فافتضحتم فيه بإظهاره تعالى ما لبستموه مع علمكم بما فى التورية و الإنجيل فَلِمَ تُحَاجُّونَ ايها الحمقاء

(١) هكذا فى التيسير للداني و معناه انه قرا قالون و ابو عمرو و ابو جعفر بألف بعد الهاء و همزة مسهلة و هم فى المد على أصولهم و ورش لطريق الا رزق بهمزة مسهلة من غير الف و مد و بابدال الهمزة انا مع مد اللازم- ابو عبد عفا اللّه عنه.

الغافلون عن ظهور بطلان قولكم فِيما لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ من دين ابراهيم و شريعته حيث لم يذكر فى التورية و الإنجيل دينه و ملته و كان قبلكم بالوف سنين وَ اللّه يَعْلَمُ ما انزل على كل نبى من الاحكام وَ أَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (٦٦) الا ما علمكم اللّه فى كتابكم بل أنتم لا تعلمون أصلا حيث تركتم ما انزل اللّه عليكم و نبذتم كتاب اللّه وراء ظهوركم حتى لم تؤمنوا بمحمد و قد أخذ اللّه ميثاقكم فتفتضحون فى تلك المحاجة بالطريق الاولى إذ لا يصلح محاجة الجاهل العالم- و فيه تنبيه على ان محاجة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صحيحة لكونه عالما بتعليم اللّه تعالى ثم بين اللّه تعالى دين ابراهيم فقال.

﴿ ٦٦