٩٠

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً قال قتادة و الحسن نزلت فى اليهود كفروا بعيسى عليه السلام و الإنجيل بعد ايمانهم بموسى و التورية ثمّ ازدادوا كفرا بكفرهم بمحمد صلى اللّه عليه و سلم و القران- و قال ابو العالية نزلت فى اليهود و النصارى كفروا بمحمد صلى اللّه عليه و سلم لما رواه بعد ايمانهم بنعته و صفته فى كتبهم ثمّ ازدادوا كفرا اى ذنوبا فى حال كفرهم-

و قال مجاهد نزلت فى الكفار أجمعين أشركوا بعد إقرارهم بان اللّه تعالى خالقهم ثمّ ازدادوا كفرا اى أقاموا على كفرهم حتى هلكوا عليه و قال الحسن كلما نزلت اية كفروا به فازدادوا كفرا- و قال الكلبي نزلت فى اصحاب الحارث بن سويد لما رجع الحارث الى الإسلام اقام بقيتهم على الكفر بمكة- و قال بعض الأفاضل المراد بالّذين كفروا ثمّ ازدادوا كفرا المنافقون فان كفرهم زائد على كفر المجاهدين بالكفر لانهم احتملوا مشقة إخفاء الكفر و مشقة الصلاة و الصوم مع كمال كراهتهم و هذا نهاية محبة الكفر لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ ان كان المراد بالّذين كفروا ما قالوا صاحب الأقوال المتقدمة فمعناه لن تقبل توبتهم من الذنوب ما داموا على الكفر لكن توبتهم من الكفر مقبولة ما لم يغر غرفانه لما افتتح رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مكة فمن دخل من اصحاب الحارث بن سويد فى الإسلام قبلت توبته و ان كان المراد به المنافقون على ما قال بعض الأفاضل فمعناه لن تقبل توبتهم باللسان مع إصرارهم على الكفر بالجنان وَ أُولئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ (٩٠) عن سبيل الحق.

﴿ ٩٠