٩١

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ لم يتوبوا من الكفر حتى ماتُوا وَ هُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ يوم القيامة- ادخل الفاء فى خبر ان شبه الذين بالشرط و إيذانا بكون الموت على الكفر سببا لعدم القبول مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْ ءُ الْأَرْضِ اى قدر ما يملؤها ذَهَباً منصوب على التميز يعنى لن يقبل منه مل ء الأرض ذهبا فرضنا انه تصدق به فى الدنيا و عدم قبول ما دونها يعلم منه بالطريق الاولى فان الايمان شرط لقبول الصدقات و العبادات بل العبادة لا يكون عبادة الا بالنية المترتبة على الايمان و الإخلاص وَ لَوِ افْتَدى بِهِ اى يملا الأرض ذهبا فى الاخرة فرضا لا يقبل منه ايضا و جاز ان يكون معناه لن يقبل من أحدهم مل ء الأرض ذهبا يفتدى به من عذاب يوم القيامة و لو افتدى بمثله معه كقوله تعالى و لو انّ للّذين ظلموا ما فى الأرض جميعا و مثله معه- و المثل يحذف و يراد كثير الان المثلين فى حكم شى ء واحد- و قيل الواو فى و لو افتدى به زائدة مقحمة و المعنى لا يقبل منه مل ء الأرض ذهبا لو افتدى به و كون لو هاهنا للوصل لا يستقيم لانه يقتضى كون نقيض الشرط اولى بالجزاء فيكون تقديره لن يقبل من أحدهم مل ء الأرض لو لم يفتد به و لو افتدى به كما فى قوله تعالى يكاد زيتها يضى ء و لو لم تمسسه نار يعنى يضى ء لو مسه النار و لو لم تمسسه و قد يوجه بان المراد من قوله لا يقبل من أحدهم مل ء الأرض ذهبا لا يقبل منه فدية أصلا لان غاية ان يفتدى مل ء الأرض ذهبا و ذلك لا يقبل منه فكيف ما هو اقل منه فالمعنى لا يقبل منه فدية أصلا لو لم يفتد بملا الأرض بل باقل منه و لو افتدى به أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ مبالغة فى التحذير و اقناط لان من لا يقبل منه الفداء قلّما يعفى تكرما وَ ما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ (٩١) فى دفع العذاب و من مزيدة للاستغراق عن انس بن مالك عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال يقول اللّه تعالى لاهون اهل النار عذابا يوم القيامة لو ان لك ما فى الأرض من شى ء أ كنت تفتدى به فيقول نعم فيقول أردت منك أهون من هذا و أنت فى صلب آدم ان لا تشرك بي شيئا فابيت الا ان تشرك بي- متفق عليه.

﴿ ٩١