١٠١

وَ كَيْفَ تَكْفُرُونَ عطف على يردّوكم و الاستفهام للتعجب و الإنكار وَ أَنْتُمْ تُتْلى عَلَيْكُمْ آياتُ اللّه على لسان الرسول غضة طرية يعنى القران وَ فِيكُمْ رَسُولُهُ ينهاكم و يعظكم و يزيح شبهكم يعنى و الحال ان الأسباب الداعية الى الايمان المانعة من الكفر مجتمعة لكم قال قتادة فى هذه الاية علمان بينان كتاب اللّه و نبى اللّه اما نبى اللّه فقد قضى و اما كتاب اللّه فابقاه اللّه رحمة منه و نعمة قلت و لكن نبى اللّه صلى اللّه عليه و سلم أرشدنا الى من ينوبه يعده من خلفائه الى يوم القيامة عن زيد بن أرقم قال قام فينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ذات يوم خطيبا فحمد اللّه و اثنى عليه ثم قال اما بعد ايها الناس انما انا بشر يوشك ان يأتيني رسول ربى فاجيبه و انى تارك فيكم الثقلين أولهما كتاب اللّه فيه الهدى و النور فخذوا بكتاب اللّه و استمسكوا به فحث على كتاب اللّه و رغب فيه ثم قال و اهل بيتي أذكركم اللّه فى اهل بيتي أذكركم اللّه فى اهل بيتي- و فى رواية كتاب اللّه هو حبل اللّه من اتبعه كان على الهدى و من تركه كان على الضلالة رواه مسلم- و رواه الترمذي بلفظ انى تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الاخر كتاب اللّه حبل ممدود من السماء الى الأرض و عترتى اهل بيتي و لن يتفرقا حتى يردا على الحوض فانظروا كيف تخلفونى فيهما- و روى الترمذي عن جابر قال رايت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فى حجته يوم عرفة و هو على ناقته القصواء يخطب فيقول يا ايها الناس انى تركت فيكم ما ان أخذتم به لن تضلوا كتاب اللّه و عترتى اهل بيتي-

قلت أشار النبي صلى اللّه عليه و سلم الى اهل البيت لانهم اقطاب الإرشاد فى الولايات أولهم على عليه السلام ثم ابناؤه الى الحسن العسكري و آخرهم غوث الثقلين محى الدين عبد القادر الجيلي رضى اللّه عنهم أجمعين لا يصل أحد من الأولين و الآخرين الى درجة الولاية الا بتوسطهم كذا قال المجدد رضى اللّه عنه ثم اولياء امة النبي صلى اللّه عليه و سلم و علماؤها كلهم اتباع لاهل البيت داخلون فيهم بحكم الوراثة قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم العلماء ورثة الأنبياء وَ مَنْ يَعْتَصِمْ اصل العصمة المنع فكل مانع شيئا فهو عاصم و الاعتصام ان يتمسك بشى ء حتى يمتنع عن الهلاك بِاللّه اى بدينه و بدوام التوجه اليه فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (١٠١) طريق واضح لا يضل سالكه ابدا-

قال البغوي قال مقاتل بن حبان كانت بين الأوس و الخزرج عداوة فى الجاهلية و قتال حتى هاجر النبي صلى اللّه عليه و سلم الى المدينة فاصلح بينهم فافتخر بعده منهم رجلان ثعلبة بن غنم من الأوس و اسعد بن زرارة من الخزرج فقال الأوس منا خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين و منا حنظلة غسيل الملائكة و عاصم بن ثابت بن أفلح حمى الدبر و منا سعد بن معاذ اهتز عرش الرحمن له و رضى اللّه بحكمه فى بنى قريظة- و قال الخزرجي منا اربعة احكموا القران أبيّ بن كعب و معاذ بن جبل و زيد بن ثابت و ابو زيد و منا سعد بن عبادة خطيب الأنصار و رئيسهم و جرى الحديث بينهما فغضبا و انشدا الاشعار و تفاخرا «١» فجاء الأوس و الخزرج و معهم السلاح فاتاهم النبي صلى اللّه عليه و سلم و انزل اللّه تعالى.

(١). في الأصل و تفاخروا.

﴿ ١٠١