١٠٤ وَ لْتَكُنْ مِنْكُمْ من للتبعيض لان الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر من فروض الكفاية و لانه لا يصلح له كل أحد حيث يشترط له شروط من العلم و التمكن على الاحتساب و طلب من الجميع خاطب الجميع و طلب فعل البعض ليدل على انه واجب على الكل حتى لو ترك الكل أثموا جميعا و لكن يسقط بفعل بعضهم و هذا شأن فروض الكفاية- و جاز ان يكون من للتبيين و يكون النهى عن المنكر واجبا على كل أحد و اقله ان ينكر بقلبه يعنى كونوا أُمَّةٌ يَدْعُونَ الناس إِلَى الْخَيْرِ يعنى خير العقائد و الأخلاق و الأعمال التي فيها صلاح الدين و الدنيا اخرج ابن مردوية عن ابى جعفر محمد الباقر قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الخير اتباع القران و سنتى- قال السيوطي معضل عن عثمان انه قرا وَ لْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ و يستغيثون على ما أصابهم وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ- قلت يعنى يدعون لدفع البلاء عن الناس وَ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ اى ما عرف من الشرع حسنه واجبا كان او مندوبا وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ يعنى ما أنكره الشرع من المحرمات و المكروهات عطف الخاص على العام إيذانا بفضله وَ أُولئِكَ يعنى الداعون الى الخير و الآمرون بالمعروف و الناهون عن المنكر هُمُ الْمُفْلِحُونَ (١٠٤) خاب و خسر من لم يفعل ذلك عن ابى سعيد الخدري قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من راى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه و ذلك أضعف الايمان- رواه مسلم و عن النعمان بن بشير قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مثل المدهن فى حدود اللّه و الواقع فيها مثل قوم استهموا سفينة فصار بعضهم فى أسفلها و صار بعضهم فى أعلاها فكان الذي فى أسفلها يمر بالماء على الذين فى أعلاها فتاذوا به فاخذ فاسا فجعل ينقر أسفل السفينة فاتوه فقالوا مالك قال تاذيتم بي و لا بد لى من الماء فان أخذوا على يديه انجوه و نجّوا أنفسهم و ان تركوه اهلكوه و اهلكوا أنفسهم- رواه البخاري- و عن حذيفة ان النبي صلى اللّه عليه و سلم قال و الذي نفسى بيده لتأمرون بالمعروف و لتنهون عن المنكر او ليوشكن اللّه تعالى ان يبعث عليكم عذابا من عنده ثم ليدعوا به فلا يستجاب لكم رواه الترمذي- و عن ابى بكر الصديق قال يا ايها الناس انكم تقرءون هذه الاية. يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ فانى سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول ان الناس إذا راو منكرا فلم يغيروه يوشك ان يعمهم اللّه بعذابه- رواه ابن ماجة و الترمذي و صححه و روى ابو داود نحوه و عن جرير بن عبد اللّه نحوه رواه ابو داود و ابن ماجة- و عن عدى بن عدى الكندي قال حدثنا مولى لنا انه سمع جدى يقول سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول ان اللّه لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم و هم قادرون على ان ينكروه فلا ينكرون فاذا فعلوا ذلك عذب اللّه العامة و الخاصة رواه البغوي فى شرح السنة و عن ابن مسعود قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لمّا وقعت بنو إسرائيل فى للعاصى نهتهم علماؤهم فلم ينتهوا فجالسوهم فى مجالسهم و أاكلوهم و شاربوهم فضرب اللّه قلوب بعضهم ببعض فلعنهم عَلى لِسانِ داوُدَ وَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَ كانُوا يَعْتَدُونَ- قال فجلس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و كان متكيا قال لا و الذي نفسى بيده حتى تاطروهم اى تعطفوا عليهم- نهايه- منه رح اطرا العطف- منه رح رواه الترمذي و ابو داود- فان قيل هل يجب الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر بهذه الاية على من لا يأتى بالمعروف و يرتكب المنكر قلنا نعم يجب عليه الأمر بالمعروف عبارة و إتيانه اقتضاء و النهى عن المنكر عبارة و الانتهاء عنه اقتضاء كيلا يلزمه قوله تعالى أَ تَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَ تَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ و قوله تعالى لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللّه أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ- عن اسامة بن زيد قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى فى النار فتندلق اى تخرج من مكانه الأمعاء- منه اقتابه فى النار فيطحن فيها كطحن الحمار برحاء فيجتمع اهل النار عليه و يقولون اى فلان ما شأنك أ ليس كنت تأمرنا بالمعروف و تنهانا عن المنكر قال كنت أمركم بالمعروف و لم آته و أنهاكم عن المنكر و اتيه- متفق عليه و عن انس عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال رايت ليلة اسرى بي رجالا يقرض شفاههم بمقاريض من نار قلت من هؤلاء يا جبرئيل قال هؤلاء خطباء من أمتك يأمرون بالبر و ينسون أنفسهم- رواه البغوي فى شرح السنة و البيهقي فى |
﴿ ١٠٤ ﴾