١٠٥

شعب الايمان نحوه- وَ لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا يعنى اليهود تفرقوا على ثنتين و سبعين فرقة وَ اخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ الدلائل الواضحة القاطعة من الآيات المحكمة و الاخبار المتواترة المحكمة من الأنبياء و نحو ذلك كاجماع هذه الامة سواء كان ذلك الاختلاف فى اصول الدين كاختلاف اهل الأهواء مع اهل السنة او فى الفروع المجمع عليها كمسئلة غسل الرجلين و مسح الخفين فى الوضوء و خلافة الخلفاء الاربعة و احترز بهذا القيد عن اختلاف بالاجتهاد فى ما ثبت بالادلة الظنية فان الاختلاف فيها ضرورى ضرورة حطاء بعض المجتهدين فى الاجتهاد- فذلك الاختلاف بعد بذل الجهد بلا مكابرة و تعصب معفوّ بل هو رحمة و سعة للناس روى عبد بن حميد فى مسنده و الدارمي و ابن ماجة و العبد رى فى الجمع بين الصحيحين و ابن عساكر و الحاكم عن عمر بن الخطاب قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سالت ربى عن اختلاف أصحابي من بعدي فاوحى اللّه يا محمد ان أصحابك عندى كالنجوم بعضها أقوى من بعض- و فى رواية بعضها أضوء من بعض و لكل نور فمن أخذ بشى ء مما هم عليه من اختلافهم فهو عندى على هدى- و رواه الدارقطني فى فضائل الصحابة و ابن عبد البر عن جابر و البيهقي فى المدخل عن ابن عباس- و روى البيهقي ايضا فى المدخل بسند ضعيف عن ابن عباس قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مهما أوتيتم من كتاب اللّه فالعمل به و لا عذر لاحد فى تركه فان لم يكن فى كتاب اللّه فسنة نبى ماضية فان لم يكن سنة نبى فما قال أصحابي ان أصحابي بمنزلة النجوم فى السماء فايها أخذتم به اهتديتم و اختلاف أصحابي لكم رحمة

و اخرج البيهقي فى المدخل و ابن سعد فى الطبقات عن القاسم بن محمد قال اختلاف اصحاب محمد رحمة لعباد اللّه و البيهقي عن عمر بن عبد العزيز نحوه وَ أُولئِكَ الذين تفرقوا بعد القواطع لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (١٠٥)

﴿ ١٠٥