١٠٧

وَ أَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ يعنى اهل السنة فَفِي رَحْمَتِ اللّه يعنى الجنة و الثواب المخلد عبر عن الجنة بالرحمة تنبيها على ان المؤمن و ان استغرق عمره فى طاعة اللّه لا يدخل الجنة الا برحمته و فضله- عن عائشة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال سددوا و قاربوا و ابشروا فانه لا يدخل الجنة أحدا عمله قالوا و لا أنت يا رسول اللّه قال و لا انا الا ان يتغمدنى اللّه بمغفرة و رحمة- رواه الشيخان فى الصحيحين و احمد- و روى الشيخان عن ابى هريرة نحوه و لمسلم من حديث جابر لا يدخل أحدا منكم عمله الجنة و لا يجيره من النار و لا انا الا رحمة من اللّه و قد ورد هذا ايضا من حديث ابى سعيد رواه احمد و من حديث ابى موسى و شريك بن طارق رواهما البزار- و من حديث شريك بن طريق و اسامة بن شريك و اسد بن كرز رواها الطبراني و استشكل هذا مع قوله تعالى ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ و أجيب بان للجنة منازل و درجات ينال بالأعمال و ذلك محمل الاية و اما اصل دخولها و الخلود فيها بفضل و رحمته و ذلك معنى الأحاديث و يدل عليه قول ابن مسعود تجوزون الصراط بعفو اللّه و تدخلون الجنة برحمة اللّه و تقسمون المنازل بأعمالكم رواه هناد فى الزهد و ابو نعيم عن عون بن عبد اللّه مثله هُمْ فِيها اى فى الرحمة او الجنة خالِدُونَ (١٠٧) أخرجه مخرج الاستيناف للتأكيد كانّه فى جواب كيف يكونون فيها و للتنبيه على ان الرحمة نعمة و الخلود نعمة مستقلة.

﴿ ١٠٧