١٢٥ بَلى إيجاب لما بعد لن اى بلى يكفيهم ذلك- ثم وعدهم بالزيادة بشرط الصبر و التقوى حثّا عليهما و تقوية لقلوبهم إِنْ تَصْبِرُوا على القتال وَ تَتَّقُوا خلاف ما يأمركم به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم وَ يَأْتُوكُمْ اى المشركون مِنْ فَوْرِهِمْ هذا اى من ساعتهم هذه و هو فى الأصل مصدر فارت القدر فورا إذا غلت فاستعير للسرعة ثم اطلق للحال التي لا تراخى عنه و المعنى ان يأتوكم فى الحال حال ضعفكم و قوتهم- قلت الظاهر ان التقييد بالفور لا مفهوم له بل للترقى و المعنى ان يأتوكم بالتراخي بعد ما تقوون على قتالهم ينصركم اللّه بالطريق الاولى و ان يأتوكم من فورهم هذا ايضا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ الامداد اعانة الجيش بالجيش بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (١٢٥) روى ابن ابى شيبة و ابن ابى حاتم عن الشعبي انه بلغت كرزا الهزيمة فلم يمد المشركين فلم يمد المسلمين بخمسة آلاف و اللّه اعلم- قرا ابن كثير و ابو عمرو و عاصم مسوّمين بكسر الواو على وزن اسم الفاعل و الباقون بالفتح على وزن اسم المفعول من التسويم بمعنى الاعلام «١» قال قتادة و الضحاك كانوا قد اعلموا بالعهن فى نواصى الخيل و إذ نابها- و اخرج ابن ابى شيبة فى المصنف (١) اخرج الطبراني و ابن مردوية بسند ضعيف عن ابن عباس قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فى قوله تعالى مسومين اى معلمين قال ابن عباس كان سماء الملائكة يوم بدر عمائم سود و يوم أحد عمائم حمر- منه رحمه اللّه. عن عمرو بن إسحاق مرسلا انه قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لاصحابه يوم بدر تسوّموا فان الملائكة قد تسوّمت بالصوف الأبيض فى قلانسهم و مغافرهم «١»- و كذا اخرج ابن جرير و زاد و قال و هو أول يوم وضع فيه الصوف او بمعنى الاسامة يعنى الإرسال يعنى مرسلين قال عروة بن الزبير كانت الملائكة على خيل بلق عليهم عمائم صفر- و قال على و ابن عباس رضى اللّه عنهم كانت عليهم عمائم بيض قد أرسلوها بين أكتافهم- و قال هشام بن عروة و الكلبي عليهم عمائم صفر مرخاة على أكتافهم- قال قتادة فصبروا يوم بدر و اتقوا فامدهم بخمسة آلاف كما وعد- و قال الحسن فهؤلاء الخمسة آلاف ردء للمؤمنين الى يوم القيامة يعنى بشرط الصبر و التقوى و قال ابن عباس و مجاهد لم يقاتل الملائكة فى المعركة الا يوم بدر و فيما سوا ذلك يشهدون القتال و لا يقاتلون انما يكونون عددا و مددا- و قال جماعة وعد اللّه المسلمين يوم بدر ان صبروا على طاعته و اتقوا محارمه ان يمدهم فى حروبهم كلها فلم يصبروا الا فى يوم الأحزاب- فامدهم حين حاصروا قريظة و النضير- قال عبد اللّه بن ابى اوفى كنا محاصرى قريظة و النضير ما شاء اللّه تعالى فلم يفتح لنا فرجعنا فدعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بغسل فهو يغسل رأسه إذ جاءه جبرئيل عليه السلام فقال وضعتم أسلحتكم و لم يضع الملائكة أوزارها فدعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بخرقة فلف بها رأسه و لم يغسله ثم نادى فينا فقمنا حتى اتينا قريظة و النضير فيومئذ امدّنا اللّه تعالى بثلاثة آلاف من الملائكة ففتح لنا فتحا يسيرا- و قال الضحاك و عكرمة كان قوله تعالى إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَ لَنْ يَكْفِيَكُمْ الاية حكاية عن يوم أحد وعدهم المدد ان صبروا و اتقوا فلم يصبروا و خالفوا الرسول صلى اللّه عليه و سلم فلم يمدوا و على هذا قوله تعالى إِذْ تَقُولُ بدل ثان من إذ غدوت- و قال مجاهد و الضحاك معنى قوله تعالى من فورهم من غضبهم هذا لانهم انما رجعوا للحرب يوم أحد من غضبهم ليوم بدر و قد امدّ اللّه تعالى رسوله فى تلك الوقعة بجبرئيل و ميكائيل لصبره و تقواه عن سعد بن ابى وقاص قال رايت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم أحد و معه رجلان يقاتلان عنه عليهما ثياب بيض كاشد القتال ما رايتهما قبل و لا بعد متفق عليه و الرجلان جبرئيل و ميكائيل- قال محمد بن إسحاق لما كان يوم أحد (١) المغفر هو ما يلبسه الدارع على رأسه من الرادع- منه رحمه اللّه. انجلى القوم عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و بقي سعد بن مالك يرمى و فتى شاب ينبل له فلما فنى النبل أتاه به جبرئيل فنثره فقال ارم أبا إسحاق مرتين فلما انجلت المعركة سئل عن ذلك الرجل فلم يعرف. |
﴿ ١٢٥ ﴾