١٣٤ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ اى المسرة بكثرة المال وَ الضَّرَّاءِ اى النقص فى الأموال كذا فى القاموس اى لا يخلون فى حال ما من الانفاق بما قدروا عليه من قليل او كثير قال البغوي أول ما ذكر من اخلاقهم الموجبة للجنة السخاء قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم السخي قريب من اللّه قريب من الجنة قريب من الناس بعيد من النار و البخيل بعيد من اللّه بعيد من الجنة بعيد من الناس قريب من النار و جاهل سخى أحب الى اللّه من عابد بخيل رواه الترمذي عن ابى هريرة و ذكر البغوي بلفظ أحب الى اللّه من العالم البخيل- و رواه البيهقي عن جابر و الطبراني عن عائشة و عن ابن عباس مرفوعا السخاء خلق اللّه الأعظم رواه ابن النجار- و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم السخاء شجرة من أشجار الجنة أغصانها متدليات فى الدنيا فمن أخذ يغصن منها قادة ذلك الغصن الى الجنة و البخل شجرة من أشجار النار أغصانها متدليات فى الدنيا فمن أخذ بغصن من أغصانها قاده ذلك الغصن الى النار رواه الدارقطني و البيهقي عن على عليه السلام و ابن عدى و البيهقي عن ابى هريرة رضى اللّه عنه و ابو نعيم فى الحلية عن جابر رضى اللّه عنه و الخطيب عن ابى سعيد رضى اللّه عنه و ابن عساكر عن انس رضى اللّه عنه و الديلمي فى مسند الفردوس عن معاوية رضى اللّه عنه و عن ابى هريرة رضى اللّه عنه قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سبق درهم مائة الف فقال رجل و كيف ذاك يا رسول اللّه فقال رجل له مال كثير أخذ من عرضه مائة الف درهم تصدق بها و رجل ليس له الا درهمان فاخذ أحدهما فتصدق به رواه النسائي و صححه و ابن خزيمة و ابن حبان و الحاكم وَ الْكاظِمِينَ الْغَيْظَ الكظم حبس النفس عند امتلائها يعنى الكافين أنفسهم عن إمضاء الغيظ مع القدرة من كظمت القربة إذا ملاتها و شددت رأسها عن ابى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من كظم غيظا و هو يقدر على إنفاذه ملا اللّه قلبه أمنا و ايمانا رواه احمد و عبد الرزاق و ابن ابى الدنيا فى ذم الغضب- و روى البغوي عن انس مرفوعا بلفظ من كظم غيظا و هو يقدران ينفذه دعاه اللّه يوم القيامة على رؤس الخلائق حتى يخيره من اىّ الحور شاء و روى ابن ابى الدنيا عن ابن عمر مرفوعا من كف غضبه ستر اللّه عورته وَ الْعافِينَ عَنِ النَّاسِ قال الكلبي العافين عن المملوكين سوء الأدب- و قال زيد بن اسلم و مقاتل العافين عمن ظلمهم و أساء إليهم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ان هؤلاء من أمتي قليل الا من عصم اللّه- رواه الثعلبي فى تفسيره عن مقاتل و البيهقي فى مسند الفردوس من حديث ابن مالك وَ اللّه يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (١٣٣) اللام للجنس و يدخل تحته هؤلاء او للعهد فيكون اشارة إليهم و وضع المظهر موضع المضمر للمدح و الاشارة الى ان تلك صفات المحسنين عن الثوري الإحسان ان تحسن الى المسي ء فان الإحسان الى المحسن متاجّرة- و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فيما رواه الشيخان فى الصحيحين من حديث عمر فى قصة سوال جبرئيل الإحسان ان تعبد ربك كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك قلت فالمحسنون هم الصوفية و لعل كظم الغيظ كناية عن فناء النفس لان الغيظ منشاه رذائل النفس من الكبر و الحسد و الحقد و البخل و نحو ذلك و لعل العفو عن الناس كناية عن فناء القلب لان بفناء القلب يسقط الناس عن نظر اعتباره و يرى الافعال كلها منسوبة الى اللّه تعالى فلا يرى جواز مواخذة أحد من الناس بشى ء مما اتى به الا لحق اللّه تعالى على حسب ما امر به امتثالا و تعبدا و لعل الانفاق فى السراء و الضراء عبارة عن عدم اشتغال قلوبهم بامتعة الدنيا و اللّه اعلم- لمّا ذكر اللّه سبحانه فى هذه الاية المتقين المحسنين العارفين عقبهم بذكر اللاحقين بهم التائبين فقال. |
﴿ ١٣٤ ﴾