١٤٤

وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ «١» يعنى ليس هو ربّا يستحيل عليه الفناء و الموت و ما هو يدعوا الناس الى عبادته- فى القاموس الحمد الشكر و الرضاء و الجزاء و قضاء الحق و التحميد حمد اللّه مرة بعد مرة و منه محمد كانّه حمد مرة بعد مرة قلت الى ما لا نهاية لها

قال البغوي محمد هو المستغرق لجميع المحامد لان الحمد لا يستوجبه الا الكامل و التحميد فوق الحمد فلا يستحقه الا المستولى على الأمد فى الكمال قال حسان بن ثابت ( (شعر)) ا لم تر ان اللّه أرسل عبده ببرهانه و اللّه أعلى و امجد و شقه من اسمه ليجله فذو العرش محمود و هذا محمد قَدْ خَلَتْ مضت و ماتت مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ فسيموت هو ايضا أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ اى رجعتم الى دينكم الاول من الكفر انكار على ارتدادهم بموته صلى اللّه عليه و سلم بعد علمهم بموت من سبقه من الأنبياء و بقاء دينهم- و قيل الفاء للسببية و الهمزة لانكار ان يجعل موته سببا لارتدادهم وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ اى يرتد عن دينه فَلَنْ يَضُرَّ اللّه شَيْئاً بارتداده بل يضر و اللّه عز و جل أكرم من ان يثنى عليهم العقوبة فى الاخرة و ما عفا اللّه عنه فى الدنيا فاللّه احكم من ان يعود بعد عفوه-.

(١) اخرج البخاري عن ابن عباس ان أبا بكر خرج و عمر يكلم الناس فقال اجلس يا عمرو قال ابو بكر اما بعد من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات- و من كان يعبد اللّه فان اللّه حىّ قال اللّه وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ الى الشّكرين قال فو اللّه لكانّهم لم يعلموا ان اللّه انزل هذه الاية حتى تلاها ابو بكر فتلاها منه الناس كلهم فما اسمع بشرا من الناس الا يتلوها و روى عن ابى هريرة و عروة و غيرهما نحو ذلك قال ابراهيم قال أبو بكر لو منعونى عقالا اعطوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لجاهدتهم ثم تلا وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ- منه رحمه اللّه [.....].

﴿ ١٤٤