١٦٥ أَ وَ لَمَّا أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ يوم أحد من قتل سبعين و الهزيمة قَدْ أَصَبْتُمْ يوم بدر من الكفار مِثْلَيْها روى احمد و الشيخان و النسائي عن البراء قال أصاب المشركون منا يوم أحد سبعين و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أصحابه أصابوا من المشركين يوم بدر أربعين و مائة سبعين أسيرا و سبعين قتيلا- قلت جعل اللّه سبحانه الأسير مثل القتيل لكونهم قادرين على قتلهم و كان قتلهم هو المرضى من اللّه تعالى و انما كان عدم القتل باختيارهم الفداء من عند أنفسهم- و الظرف يعنى لما متعلق بقوله تعالى قُلْتُمْ متعجبين انّى هذا الهزيمة و القتل علينا و نحن مسلمون و فينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و الهمزة لانكار هذا القول و المنع عنه و الجملة معطوفة على ما سبق من قصة أحدا ما على قوله لَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّه يعنى لقد صدقكم اللّه وعده و قلتم انى هذا حين المصيبة و اما على قوله اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ و يحتمل العطف على قوله لَقَدْ مَنَّ اللّه يعنى وجود الرسول صلى اللّه عليه و سلم منه منه تعالى عليكم و أنتم تريدون ان تنسبوا اليه المصيبة و تجعلوها بسببه او معطوف على محذوف تقديره انما وعدكم النصر بشرط الصبر و التقوى لم تصبروا و لما أصابتكم مصيبة قلتم انى هذا او تقديره أ تنازعتم و عصيتم الرسول و فشلتم و لما أصابتكم مصيبة قلتم انى هذا و جاز ان يكون معطوفا على القول المحذوف اشارة الى ان قولهم كان غير واحد تقديره أ قلتم أقوالا غير واحد لا ينبغى و لما أصابتكم مصيبة قلتم انى هذا قُلْ يا محمد هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ اى بما اقترفتم من المعصية بترك المركز فان الوعد كان مشروطا بالصبر و التقوى و قيل يعنى باختياركم الفداء عن أسارى بدر اخرج ابن ابى حاتم عن عمر بن الخطاب قال عوقبوا يوم أحد بما صنعوا يوم بدر من أخذهم الفداء فقتل منهم سبعون و فرّ اصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و كسر رباعيته و هشّمت البيضة على رأسه و سال الدم على وجهه فانزل اللّه تعالى أَ وَ لَمَّا أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ الاية و قال البغوي روى عبيدة السلماني عن على قال جاء جبرئيل عليه السلام الى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال ان اللّه كره ما صنع قومك فى أخذهم الفداء من الأسارى و قد أمرك ان تخيّرهم بين ان يقدموا فيضرب أعناقهم و بين ان يأخذوا الفداء على ان يقتل منهم عدتهم فذكر ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقالوا يا رسول اللّه عشائرنا و إخواننا لابل نأخذ فداهم فتقوى به على قتال عدونا و يستشهد مناعدتهم فقتل يوم أحد سبعون عدد أسارى اهل بدر فهذا قوله هو من عند أنفسكم (فائدة) روى سعيد بن منصور عن ابى الصخر مرسلا قال قتل يوم أحد سبعون اربعة من المهاجرين حمزة و مصعب بن عمير و عبد اللّه بن جحش و شماس بن عثمان و سائرهم من الأنصار و روى ابن حبان و الحاكم عن أبيّ بن كعب قال أصيب يوم أحد من الأنصار اربعة و ستون و من المهاجرين ستة- قال الحافظ و كان الخامس سعد مولى حاطب بن بلتعة «١» و السادس ثقيف بن عمرو الأسلمي- و روى البخاري عن قتادة قال ما نعلم حيا من احياء العرب اكثر شهيدا من الأنصار- قال قتادة حدثنا انس قال قتل منهم يوم أحد سبعون و يوم بير معونة سبعون و يوم اليمامة سبعون- و نقل الحافظ محب الطبري (١) الصحيح ابن ابى بلتعة-. عن مالك ان شهداء أحد خمسة و سبعون منها أحد و سبعون من الأنصار- و عن الشافعي انهم اثنان و سبعون- و سرد فى العيون اسماء شهداء أحد فبلغ ستة و تسعين من المهاجرين أحد عشر و من الأوس ثمانية و ثلاثون و من الخزرج سبعة و أربعون- و فى العيون عن الدمياطي مائة و اربعة او خمسة و كتاب اللّه يدل على كونهم سبعين إِنَّ اللّه عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ من النصر و الخذلان و غيرهما قَدِيرٌ (١٦٥). |
﴿ ١٦٥ ﴾