١٧٠ فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللّه مِنْ فَضْلِهِ أبهم اللّه سبحانه ما أتاهم لكونه بحيث لا يدركه فهم و لا يحيط بتفصيله عبارة روى ابن ابى شيبة و عبد الرزاق فى المصنف و احمد و مسلم و ابن المنذر عن مسروق قال سالنا عبد اللّه يعنى ابن مسعود عن هذه الآيات فقال قد سالنا عن ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال أرواحهم فى جوف طير خضر و لفظ عبد الرزاق أرواح الشهداء كطير خضر لها قناديل من ذهب معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوى الى تلك القناديل فاطلع عليهم ربهم اطلاعة فقال هل تشتهون شيئا ففعل ذلك ثلاث مرات و فى رواية فقال سلونى ما شئتم فقالوا يا رب كيف نسئلك و نحن نسرح فى الجنة فى ايها شئنا- فلما راوا انهم لم تتركوا من ان يسئلوا شيئا قالوا يا ربنا نريد ان ترد أرواحنا فى أجسادنا حتى نقاتل فى سبيلك مرة اخرى فلما راى ان ليس لهم حاجة تركوا وَ يَسْتَبْشِرُونَ يسرون و يفرحون بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ الذين تركوهم احياء فى الدنيا على مناهج الايمان و الطاعة و الجهاد او المعنى لم يلحقوا بهم فى الدرجة مِنْ خَلْفِهِمْ زمانا او رتبة أَلَّا خَوْفٌ بدل اشتمال من الذين اى بان لا خوف عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ (١٧٠) قيل معناه يحتمل انهم يستبشرون بإخوانهم الذين لم يلحقوا بهم ان لا خوف عليهم يعنى على الشهداء من جهتهم اى من جهة الاخوان لاجل حقوق العباد فى ذمتهم و مخاصمتهم معهم لانه تعالى سيرضيهم منهم و يمنعهم عن المخاصمة- قلت و يحتمل انهم يستبشرون بإخوانهم و أحبائهم الذين لم يلحقوا بهم فى درجتهم ان لا خوف على إخوانهم و لا هم يحزنون لما اعطى اللّه للشهداء درجة الشفاعة فى إخوانهم و احبابهم اخرج ابو داود و ابن حبان عن ابى الدرداء قال سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول الشهيد يشفع فى سبعين من اهل بيته و اخرج احمد و الطبراني مثله من حديث عبارة بن الصامت و الترمذي و ابن ماجة مثله من حديث المقدام بن معد يكرب- و اخرج ابن ماجة و البيهقي عن عثمان بن عفان عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال يشفع يوم القيامة الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء- و أخرجه البزار و زاد فى آخره ثم المؤذنون- قلت لعل المراد بالعلماء الذين سبقوا على الشهداء فى الشفاعة العلماء الراسخون علماء الحقيقة- |
﴿ ١٧٠ ﴾