١٩٢

رَبَّنا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ تكرير ربنا للمبالغة فى الابتهال و الدلالة على استقلال المطالب و علو شأنها و التمسك بايفاء صفة الربوبية و باعترافهم بانه هو الذي رباهم- و معنى خزاه قهره و كفه عن هواه و خزى كرضى وقع فى بلية و أخزاه اللّه فضحه كذا فى القاموس وَ ما لِلظَّالِمِينَ اى ما لهم يعنى لمن دخل النار وضع المظهر موضع المضمر للدلالة على ان ظلمهم سبب لادخالهم النار مِنْ أَنْصارٍ (١٩٢) لان النصرة دفع بقهر و لا يتصور القهر فى مقابلة القهار و الا يلزم عجزه و هو ينافى الربوبية و هذا لا ينفى الشفاعة-

فان قيل قد قال اللّه تعالى يوم لا يجزى اللّه النّبىّ و الّذين أمنوا معه و من اهل الايمان من يدخل النار و قد قال هاهنا مَنْ «١» تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ فكيف التوفيق

قلنا معناه فقد أخزيته ما دام هو فى النار او المراد بالذين أمنوا معه المؤمنون الكاملون و قال انس و قتادة معناه انك من تخلده فى النار فقد أخزيته كذا قال سعيد بن منصور ان هذه خاصة لمن لا يخرج منها و روى عن جابر إخزاء المؤمن تأديبه و ان فوق ذلك لخزيا-.

(١) فى الأصل و من-.

﴿ ١٩٢